Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 1-16)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأخرج ابن الضريس عن أبي وائل : " أن وفد بني أسد أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من أنتم ؟ فقالوا : نحن بنو الزينة أحلاس الخيل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أنتم بنو رشدة فقال الحضرمي بن عامر : والله لا نكون كبني المحوسلة ، وهم بنو عبدالله بن غطفان كان يقال لهم بنو عبد العزى بن غطفان . فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي : هل تقرأ من القرآن شيئاً ؟ قال : نعم ، فقال : اقرأه فقرأ من { عبس وتولى } ما شاء الله أن يقرأ ، ثم قال : وهو الذي منَّ على الحبلى فأخرج منها نسمة تسعى بين شراسيف وحشا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تزد فيها فإنها كافية " . وأخرج ابن النجار عن أنس قال : " استأذن العلاء بن يزيد الحضرمي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فأذن له فتحدثا طويلاً ثم قال له : يا علاء تحسن من القرآن شيئاً ؟ قال : نعم ، ثم قرأ عليه عبس حتى ختمها فانتهى إلى آخرها وزاد في آخرها من عنده : وهو الذي أخرج من الحبلى نسمة تسعى من بين شراسيف وحشا فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم : يا علاء إنته فقد انتهت السورة " والله أعلم . أخرج الترمذي وحسنه وابن المنذر وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه عن عائشة قالت : أنزل سورة عبس وتولى في ابن أم مكتوم الأعمى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول : يا رسول الله أرشدني وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ، ويقبل على الآخر ، ويقول أترى بما أقول بأساً فيقول لا ، ففي هذا أنزلت . وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن عائشة قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس من ناس من وجوه قريش منهم أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة فيقول لهم أليس حسناً أن جئت بكذا وكذا ؟ فيقولون : بلى والله ، فجاء ابن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله فأعرض عنه ، فأنزل الله { أما من استغنى فأنت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى } يعني ابن أم مكتوم " . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وأبو يعلى عن أنس قال : جاء ابن أم مكتوم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم أبيّ بن خلف ، فأعرض عنه ، فأنزل الله { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة والعباس بن عبد المطلب وأبا جهل بن هشام ، وكان يتصدى لهم كثيراً ، ويحرص أن يؤمنوا ، فأقبل إليه رجل أعمى يقال له عبدالله بن أم مكتوم يمشي وهو يناجيهم ، فجعل عبدالله يستقرىء النبي صلى الله عليه وسلم آية من القرآن . قال يا رسول الله : علمني مما علمك الله ، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبس في وجهه ، وتولى ، وكره كلامه ، وأقبل على الآخرين . فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه ، وأخذ ينقلب إلى أهله أمسك الله ببعض بصره ثم خفق برأسه ثم أنزل الله { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } فلما نزل فيه ما نزل أكرمه نبي الله وكلمه يقول له : ما حاجتك ؟ هل تريد من شيء ؟ " . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن أبي مالك في قوله : { عبس وتولى } قال : جاءه عبدالله بن أم مكتوم فعبس في وجهه وتولى ، وكان يتصدى لأمية بن خلف ، فقال الله : { أما من استغنى فأنت له تصدى } . وأخرج ابن أبي حاتم عن الحكم قال : ما رؤي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية متصدياً لغني ولا معرضاً عن فقير . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئاً من الوحي كتم هذا عن نفسه . وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة قال : " أقبل ابن أم مكتوم الأعمى وهو الذي نزل فيه { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } فقال يا رسول الله كما ترى قد كبرت سني ورق عظمي وذهب بصري ولي قائد لا يلائمني قياده إياي فهل تجد لي من رخصة أصلي الصلوات الخمس في بيتي ؟ قال هل تسمع المؤذن ؟ قال : نعم ، قال : ما أجد لك من رخصة " . وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عجرة : " إن الأعمى الذي أنزل الله فيه { عبس وتولى } أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أني أسمع النداء ولعلي لا أجد قائداً ، فقال : إذا سمعت النداء فأجب داعي الله " . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { أن جاءه الأعمى } قال : رجل من بني فهر اسمه عبدالله بن أم مكتوم { أما من استغنى } عتبة بن ربيعة وأميه بن خلف . وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن الضحاك في قوله : { عبس وتولى } قال : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي رجلاً من أشراف قريش فدعاه إلى الإِسلام ، فأتاه عبدالله بن أم مكتوم ، فجعل يسأله عن أشياء من أمر الإِسلام ، فعبس في وجهه ، فعاتبه الله في ذلك ، فلما نزلت هذه الآية دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم فأكرمه ، واستخلفه على المدينة مرتين . وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه في شعب الإِيمان عن مسروق قال : دخلت على عائشة وعندها رجل مكفوف تقطع له الأترج وتطعمه إياه بالعسل ، فقلت : من هذا يا أم المؤمنين ؟ فقالت : هذا ابن أم مكتوم الذي عاتب الله فيه نبيه صلى الله عليه وسلم قالت : أتى نبي الله وعنده عتبة وشيبة فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهما فنزلت { عبس وتولى أن جاءه الأعمى } ابن أم مكتوم . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم مستخلياً بصنديد من صناديد قريش وهو يدعوه إلى الله وهو يرجو أن يسلم إذ أقبل عبدالله بن أم مكتوم الأعمى ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم كره مجيئه ، وقال في نفسه : يقول هذا القرشي إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد ، فعبس فنزل الوحي { عبس وتولى } إلى آخر الآية . أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة } قال : هي عند الله { بأيدي سفرة } قال : هي القرآن . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة { بأيدي سفرة } قال : كتبة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن وهب بن منبه { بأيدي سفرة كرام بررة } قال : هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : السفرة الكتبة من الملائكة . وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر من طريق علي عن ابن عباس في قوله : { بأيدي سفرة } قال : كتبة . وأخرج الخطيب في تاريخه عن عطاء بن أبي رباح مثله . وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس { سفرة } قال : بالنبطية القراء . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { كرام بررة } قال : الملائكة . وأخرج أحمد والأئمة الستة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه ، وهو عليه شاق له أجران " والله أعلم .