Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 78-83)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن كَانَ } إنْ مخففةٌ من إنّ ، وضميرُ الشأن الذي هو اسمُها محذوفٌ واللام هي الفارقةُ أي وإن الشأن كان { أَصْحَـٰبُ ٱلأَيْكَةِ } وهم قومُ شعيب عليه الصلاة والسلام ، والأيكةُ والليكة الشجرةُ الملتفةُ المتكاثِفة ، وكان عامة شجرِهم المقل وكانوا يسكنونها فبعثه الله تعالى إليهم { لَظَـٰلِمِينَ } متجاوزين عن الحد . { فَٱنتَقَمْنَا مِنْهُمْ } بالعذاب . روي أن الله تعالى سلط عليهم الحرَّ سبعة أيام ، ثم بعث سحابة فالتجأوا إليها يلتمسون الرَّوْحَ ، فبعث الله تعالى عليهم منها ناراً فأحرقتهم ، فهو عذابُ يوم الظلة { وَإِنَّهُمَا } يعني سدوم والأيكة ، وقيل : والأيكة ومدينَ ، فإنه عليه الصلاة والسلام كان مبعوثاً إليهما فذِكرُ أحدهما منبّهٌ على الآخر { لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ } لبطريق واضحٍ ، والإمام اسمُ ما يؤتمُّ به سُمِّيَ به الطريقُ ومطمر البناء واللوحُ الذي يكتب فيه لأنها مما يؤتم به . { وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ ٱلحِجْرِ } يعني ثمود { ٱلْمُرْسَلِينَ } أي صالحاً ، فإن مَنْ كذب واحداً من الأنبـياء عليهم السلام فقد كذب الجميعَ لاتفاقهم على التوحيد والأصولِ التي لا تختلف باختلاف الأممِ والأعصار ، وقيل : المراد صالحٌ ومن معه من المؤمنين ، كما قيل : الخُبـيبون لخبـيب بن عبدِ اللَّه بن الزبـير وأصحابه ، وادٍ بـين المدينة والشام كانوا يسكنونه . { وَءاتَيْنَـٰهُمْ ءايَـٰتِنَا } وهي الآياتُ المنزلة على نبـيهم ، أو المعجزاتُ من الناقة وسَقْيها وشِرْبها ودرّها ، أو الأدلةُ المنصوبة لهم { فَكَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ } إعراضاً كليًّا ، بل كانوا معارضين لها حيث فعلوا بالناقة ما فعلوا . { وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتًا ءامِنِينَ } من الانهدام ونقْب اللصوص وتخريبِ الأعداء لوثاقتها ، أو من العذاب لحُسبانهم أن ذلك يحميهم منه . " عن جابر رضي الله تعالى عنه أنه قال : مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحِجْر فقال : « لا تدخُلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين حذراً أن يصيبَكم مثلُ ما أصاب هؤلاء » ، ثم زجر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم راحلته فأسرع حتى خلّفها " { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ } وهكذا وقع في سورة هود ، قيل : صاح بهم جبريلُ عليه الصلاة والسلام ، وقيل : أتتهم من السماء صيحةٌ فيها صوتُ كلِّ صاعقةٍ وصوتُ كل شيء في الأرض فتقطعت قلوبهم في صدورهم ، وفي سورة الأعراف { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي الزلزلةُ ولعلها من روادف الصيحة المستتبِعةِ لتموّج الهواء تموجاً شديداً يفضي إليها كما مر في سورة هود .