Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 71-77)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ هَـٰؤُلآء بَنَاتِى } يعني نساءَ القومِ ، فإن نبـيَّ كلِّ أمةٍ بمنزلة أبـيهم أو بناتِه حقيقةً أي فتزوجوهن ، وقد كانوا من قبلُ يطلبُونهن ولا يجيبهم لخبثهم وعدمِ كفاءتِهم ، لا لعدم مشروعية المُناكحةِ بـين المسلمات والكفار وقد فُصّل ذلك في سورة هود . { إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ } أي قضاءَ الوطر أو ما أقول لكم . { لَعَمْرُكَ } قسمٌ من الله تعالى بحياة النبـي عليه الصلاة والسلام أو من الملائكة بحياة لوطٍ عليه الصلاة والسلام والتقديرُ لعَمرُك قسمي ، وهي لغة في العُمُر يختص به القسم إيثاراً للخِفة لكثرة دورَانِه على الألسنة { إِنَّهُمْ لَفِى سَكْرَتِهِمْ } غَوايتهم أو شدة غُلْمتهم التي أزالت عقولَهم وتميـيزَهم بـين الخطإ والصواب { يَعْمَهُونَ } يتحيّرون ويتمادَوْن فكيف يسمعون النصح ؟ وقيل : الضميرُ لقريش والجملةُ اعتراض . { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّيْحَةُ } أي الصيحةُ العظيمة الهائلة ، وقيل : صيحةُ جبريلَ عليه الصلاة والسلام { مُشْرِقِينَ } داخلين في وقت شروق الشمس . { فَجَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا } عاليَ المدينة أو عاليَ قُراهم ، وهو المفعولُ الأول لجعلنا وقوله تعالى : { سَافِلَهَا } مفعول ثانٍ له وهو أدخلُ في الهول والفظاعة من العكس كما مر { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ } في تضاعيف ذلك قبل تمام الانقلابِ { حِجَارَةً } كائنة { مّن سِجّيلٍ } من طين متحجّر أو طينٍ عليه كتاب ، وقد فصل ذلك في سورة هود . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } أي فيما ذكر من القصة { لاَيَاتٍ } لعلاماتٍ يُستدل بها على حقيقة الحق { لِلْمُتَوَسّمِينَ } أي المتفكّرين المتفرّسين الذين يتثبتون في نظرهم حتى يعرِفوا حقيقة الشيء بسَمْته . { وَإِنَّهَا } أي المدينة أو القرى { لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ } أي طريق ثابتٍ يسلُكه الناس ويرَوْن آثارها . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } فيما ذكر من المدينة أو القرى أو في كونها بمرآىٰ من الناس يشاهدونها في ذهابهم وإيابهم { لآيَةً } عظيمةً { لِلْمُؤْمِنِينَ } بالله ورسولِه ، فإنهم الذين يعرِفون أن ما حاق بهم ( من ) العذاب الذي ترك ديارَهم بلاقعَ إنما حاق بهم لسوء صنيعهم ، وأما غيرُهم فيحمِلون ذلك على الاتفاق أو الأوضاع الفلَكية ، وإفرادُ الآية بعد جمعها فيما سبق لما أن المشاهدَ هٰهنا بقيةُ الآثارِ لا كلُّ القصة كما فيما سلف .