Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 63-65)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تَٱللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ أُمَمٍ مّن قَبْلِكَ } تسليةٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يناله من جهالات الكفرةِ ووعيدٌ لهم على ذلك ، أي أرسلنا إليهم رسلاً فدعَوْهم إلى الحق فلم يجيبوا إلى ذلك { فَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـِّنُ أَعْمَالَهُمْ } القبـيحةَ فعكفوا عليها مُصِرّين { فَهُوَ وَلِيُّهُم } أي قرينُهم وبئس القرينُ { ٱلْيَوْمَ } أي يوم زين لهم الشيطانُ أعمالهم فيه على طريق حكايةِ الحال الآتية وهي حالُ كونهم معذبـين في النار ، والوليُّ بمعنى الناصر أي فهو ناصرهم اليوم لا ناصرَ لهم غيرُه مبالغةً في نفي الناصرِ عنهم ، ويجوز أن يكون الضميرُ عائداً إلى مشركي قريش والمعنى زيّن للأمم السالفة أعمالَهم فهو وليُّ هؤلاء لأنهم منهم وأن يكون على حذف المضافِ أي وليُّ أمثالهم { وَلَهُمْ } في الآخرة { عَذَابٌ أَلِيمٌ } هو عذابُ النار . { وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ } أي القرآن { إِلاَّ لِتُبَيّنَ } استثناءٌ مفرَّغٌ من أعم العلل أي ما أنزلناه عليك لعلّةٍ من العلل إلا لتبـين { لَهُمْ } أي للناس { ٱلَّذِى ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } من التوحيد والقدَر وأحكامِ الأفعال وأحوال المعاد { وَهُدًى وَرَحْمَةٌ } معطوفان على محل لتبـين أي وللهداية والرحمة { لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } وإنما انتصبا لكونهما أثرَيْ فاعلِ الفعل المعلَّل بخلاف التبـيـين حيث لم ينتصِبْ لفقدان شرطِه ، ولعل تقديمَه عليهما لتقدُّمه في الوجود ، وتخصيصُ كونهما هدًى ورحمةً بالمؤمنين لأنهم المغتنِمون آثارَه . { وَٱللَّهُ أَنزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَاء } من السحاب أو من جانب السماء حسبما مرّ ، وهذا تكرير لما سبق تأكيداً لمضمونه وتوطئةً لما يعقُبه من أدلة التوحيد { مَاء } نوعاً خاصاً من الماء هو المطرُ ، وتقديمُ المجرور على المنصوب لما مر مراراً من التشويق إلى المؤخر { فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ } بما أنبت به فيها من أنواع النباتات { بَعْدَ مَوْتِهَا } أي بعد يُبْسها ، وما يفيده الفاءُ من التعقيب العاديّ لا ينافيه ما بـين المعطوفين من المهلة { إِنَّ فِى ذَلِكَ } أي في إنزال الماء من السماء وإحياءِ الأرض الميتةِ به { لآيَةً } وأيةَ آيةٍ دالةٍ على وحدته سبحانه وعلمه وقدرتِه وحكمتِه { لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } هذا التذكيرَ ونظائرَه سماعَ تفكرٍ وتدبُّر فكأن مَنْ ليس كذلك أصمُّ .