Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 61-61)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَـٰئِكَةِ } تذكيرٌ لما جرى منه تعالى من الأمر ومن الملائكة من الامتثال والطاعةِ من غير تردد وتحقيقٍ لمضمون ما سبق من قوله تعالى : { أُولَـئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَـٰفُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبّكَ كَانَ مَحْذُورًا } [ الإسراء : 57 ] ويُعلم من حال الملائكةِ وحالِ غيرهم من عيسى وعُزيرٍ عليهما السلام في الطاعة وابتغاءِ الوسيلة ورجاءِ الرحمة ومخافةِ العذاب ، ومن حال إبليسَ حالُ من يعاند الحقَّ ويخالف الأمرَ ، أي واذكر وقت قولِنا لهم : { ٱسْجُدُواْ لآدَمَ } تحيةً وتكريماً لما قاله من الفضائل المستوجِبة لذلك { فَسَجَدُواْ } له من غير تلعثم امتثالاً للأمر وأداءً لحقه عليه الصلاة والسلام { إِلاَّ إِبْلِيسَ } وكان داخلاً في زُمرتهم مندرجاً تحت الأمرِ بالسجود { قَالَ } أي عندما وُبِّخ بقوله عز سلطانه : { يإِبْلِيسُ مَا لَكَ أَن لاَّ تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } [ الحجر ، الآية 32 ] وقولِه : { مَا مَنَعَكَ أَن لاَ تَسْجُد إِذْ أَمَرْتُكَ } [ الأعراف : 12 ] وقوله : { مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ } [ الحجر : 56 ] كما أشير إليه في سورة الحِجر { أَءسْجُدُ } وأنا مخلوقٌ من العنصر العالي { لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } نُصب على نزعِ الخافضِ أي من طين ، أو حالٌ من الراجع إلى الموصول أي خلقتَه وهو طينٌ ، أو من نفس الموصول أي أأسجُد له وأصلُه طينٌ ؟ والتعبـيرُ عنه عليه الصلاة والسلام بالموصول لتعليل إنكارِه بما في حيز الصلة .