Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 75-77)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْراً } زيد ( لك ) لزيادة المكافحةِ بالعتاب على رفض الوصيةِ وقلة التثبّتِ والصبرِ لمّا تكرر منه الاشمئزازُ والاستنكار ولم يَرعَوِ بالتذكير حتى زاد النكير في المرة الثانية { قَالَ } أي موسى عليه الصلاة والسلام : { إِن سَأَلْتُكَ عَن شَىْء بَعْدَهَا } أي بعد هذه المرة { فَلاَ تُصَاحِبْنِى } وقرىء من الإفعال أي لا تجعلني صاحبك { قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنّى عُذْراً } أي قد أعذرتَ ووجدتَ من قِبلي عُذراً حيث خالفتُك ثلاثَ مرات . عن النبـي صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أخي موسى استحْيـى فقال ذلك ، لو لبث مع صاحبه لأبصرَ أعجبَ الأعاجيب " وقرىء لدُني بتخفيف النون ، وقرىء بسكون الدال كعضْد في عضُد . { فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } هي أنطاكيةُ ، وقيل : أَيْلةُ وهي أبعدُ أرض الله من السماء ، وقيل : هي برقة ، وقيل : بلدة بأندلس . عن النبـي صلى الله عليه وسلم : " كانوا أهلَ قرية لئاما " وقيل : شرُّ القرى التي لا يضاف فيها الضيفُ ولا يُعرف لابن السبـيل حقُّه ، وقوله تعالى : { ٱسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا } في محل الجرِّ على أنه صفةٌ لقرية ، ولعل العدولَ عن استطعامهم على أن يكون صفةً للأهل لزيادة تشنيعهم على سوء صنيعِهم فإن الإباءَ من الضيافة وهم أهلُها قاطنون بها أقبحُ وأشنع . روي أنهما طافا في القرية فاستطعماهم فلم يطعموهما واستضافاهم { فَأَبَوْاْ أَن يُضَيّفُوهُمَا } بالتشديد ، وقرىء بالتخفيف من الإضافة ، يقال : ضافه إذا كان له ضيفاً وأضافه وضيّفه أنزله وجعله ضيفاً له ، وحقيقةُ ضاف مال إليه من ضاف السهمُ عن الغرَض ونظيرُه زاره من الازورار . { فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ } أي يداني أن يسقُط فاستعيرت الإرادةُ للمشارفة للدِلالة على المبالغة في ذلك ، والانقضاضُ الإسراعُ في السقوط وهو انفعالٌ من القضّ ، يقال : قتُه فانقضّ ، ومنه انقضاضُ الطير والكوكبِ لسقوطه بسرعة ، وقيل : هو افْعِلالٌ من النقض كاحمرّ من الحُمرة ، وقرىء أن ينقُض من النقْض وأن ينقاض من انقاضّت السن إذا انشقت طولاً { فَأَقَامَهُ } قيل : مسحه بـيده فقام ، وقيل : نقضه وبناه ، وقيل : أقامه بعمود عمَده به ، قيل : كان سَمكُه مائةَ ذراع { قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً } تحريضاً له على أخذ الجُعْل لينتعشا به أو تعريضاً بأنه فضولٌ لما في لو من النفي ، كأنه لما رأى الحِرمانَ ومِساسَ الحاجة واشتغالَه بما لا يعنيه لم يتمالك الصبرَ ، واتخذ افتعل من تخِذ بمعنى أخذ كاتبع من تبع وليس من الأخذ عند البصريـين ، وقرىء لتَخِذْتَ أي لأخذت ، وقرىء بإدغام الذال في التاء .