Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 78-79)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ } أي الخَضِر عليه الصلاة والسلام : { هَـٰذَا فِرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ } على إضافة المصدرِ إلى الظرف اتساعاً وقد قرىء على الأصل ، والمشارُ إليه إما نفسُ الفِراق كما في هذا أخوك ، أو الوقتُ الحاضرُ أي هذا الوقتُ وقتُ فراق بـيني وبـينِك ، أو السؤالُ الثالث ، أي هذا سببُ ذلك الفراقِ حسبما هو الموعودُ { سَأُنَبّئُكَ } السين للتأكيد لعدم تراخي التنبئة { بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً } التأويلُ رجْعُ الشيءِ إلى مآله والمرادُ به هٰهنا المآلُ والعاقبةُ إذ هو المنبَّأُ به دون التأويل وهو خلاصُ السفينة من اليد العادِيَة ، وخلاصُ أبوَي الغلام من شره مع الفوز بالبدل الأحسنِ واستخراجُ اليتيمين للكنز ، وفي جعل صلةِ الموصول عدمَ استطاعةِ موسى عليه الصلاة والسلام للصبر دون أن يقال : بتأويل ما فعلتُ أو بتأويل ما رأيتَ ونحوِهما نوعُ تعريضٍ به عليه الصلاة والسلام وعتاب . { أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ } التي خرقتُها { فَكَانَتْ لِمَسَـٰكِينَ } لضعفاءَ لا يقدرون على مدافعة الظَّلَمة ، وقيل : كانت لعشرة إخوةٍ خمسةٌ زَمْنىٰ وخمسة { يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ } وإسنادُ العمل إلى الكل حينئذ إنما هو بطريق التغليب أو لأن عملَ الوكلاءِ عمل الموكِّلين { فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا } أي أجعلها ذاتَ عيب { وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ } أي أمامَهم وقد قرىء به أو خلفَهم وكان رجوعُهم عليه لا محالة واسمه جَلَندَي بنُ كركر ، وقيل : منولة بن جلندي الأزْدي { يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ } أي صالحةٍ وقد قرىء كذلك { غَصْباً } من أصحابها وانتصابُه على أنه مصدرٌ مبـينٌ لنوع الأخذ ، ولعل تفريعَ إرادةِ تعيـيب السفينةِ على مسكنة أصحابِها قبل بـيان خوفِ الغصْب مع أن مدارَها كلا الأمرين ، للاعتناء بشأنها إذ هي المحتاجةُ إلى التأويل ، وللإيذان بأن الأقوى في المدارية هو الأمرُ الأولُ ولذلك لا يبالي بتخليص سفنِ سائرِ الناس مع تحقق خوفِ الغصبِ في حقهم أيضاً ، ولأن في التأخير فصلاً بـين السفينة وضميرِها مع توهم رجوعِه إلى الأقرب .