Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 7-7)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا زَكَرِيَّا } على إرادة القولِ أي قال تعالى : { يَا زَكَرِيَّا } { إِنَّا نُبَشّرُكَ بِغُلَـٰمٍ ٱسْمُهُ يَحْيَىٰ } لكن لا بأن يخاطِبه عليه الصلاة والسلام بذلك بالذات ، بل بواسطة الملَك على أن يحكيَ له عليه الصلاة والسلام هذه العبارةَ عنه عز وجل على نهج قوله تعالى : { قُلْ يٰعِبَادِى ٱلَّذِينَ أَسْرَفُواْ } [ الزمر : 53 ] الآية ، وقد مر تحقيقُه في سورة آلى عمران ، وهذا جوابٌ لندائه عليه الصلاة والسلام ووعدٌ بإجابة دعائِه ، لكن لا كما هو المتبادرُ من قوله تعالى : { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ } [ الأنبياء : 90 ] الخ ، بل بعضاً حسبما تقتضيه المشيئةُ الإلٰهيةُ المبنية على الحِكَم البالغة فإن الأنبـياءَ عليهم الصلاة والسلام وإن كانوا مستجابـي الدعوةِ لكنهم ليسوا كذلك في جميع الدعواتِ ، ألا يرى إلى دعوة إبراهيمَ عليه الصلاة والسلام في حق أبـيه وإلى دعوة النبـي عليه الصلاة والسلام حيث قال : " وسألته أن لا يُذيقَ بعضَهم بأسَ بعض فمنعنيها " وقد كان من قضائه عز وعلا أن يهبَه يحيـى نبـياً مرضياً ولا يرثه ، فاستجيب دعاؤُه في الأول دون الثاني حيث قتل قبلَ موت أبـيه عليهما الصلاة والسلام على ما هو المشهورُ ، وقيل : بقي بعده برهةً فلا إشكال حينئذ ، وفي تعيـين اسمِه عليه الصلاة والسلام تأكيدٌ للوعد وتشريفٌ له عليه الصلاة والسلام ، وفي تخصيصه به عليه السلام حسبما يُعرب عنه قوله تعالى : { لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً } أي شريكاً له في الاسم حيث لم يُسمَّ أحدٌ قبله بـيحيـى مزيدُ تشريفٍ وتفخيم له عليه الصلاة والسلام فإن التسميةَ بالأسامي البديعة الممتازة عن أسماء سائرِ الناس تنويهٌ بالمسمّى لا محالة ، وقيل : سميًّا شبـيهاً في الفضل والكمالِ كما في قوله تعالى : { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } [ مريم : 65 ] فإن المتشاركين في الوصف بمنزلة المتشاركين في الاسم ، قالوا : لم يكن له عليه الصلاة والسلام مِثْلٌ في أنه لم يعصِ الله تعالى ولم يهُمَّ بمعصية قط وأنه ولد من شيخ فانٍ وعجوزٍ عاقر وأنه كان حَصوراً ، فيكون هذا إجمالاً لما نزل بعده من قوله تعالى : { مُصَدّقاً بِكَلِمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ وَسَيّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيّا مّنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } [ آل عمران : 39 ] والأظهرُ أنه اسمٌ أعجميٌّ وإن كان عربـياً فهو منقول عن الفعل كيعمَرَ ويَعيشَ ، قيل : سمي به لأنه حيِـيَ به رحِمُ أمِّه أو حيِـيَ دينُ الله تعالى بدعوته .