Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 80-82)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَنَرِثُهُ } بموته { مَا يَقُولُ } أي مسمَّى ما يقول ومصداقَه وهو ما أوتيه في الدنيا من المال والولد ، وفيه إيذانٌ بأنه ليس لما يقوله مصداقٌ موجودٌ سوى ما ذكر أي ننزِع عنه ما آتيناه { وَيَأْتِينَا } يوم القيامة { فَرْداً } لا يصحبه مالٌ ولا ولدٌ كان له في الدنيا فضلاً أن يُؤتىٰ ثمةَ زائداً ، وقيل : نزوي عنه ما زعم أنه يناله في الآخرة ونعطيه ما يستحقه ويأباه معنى الإرث ، وقيل : المرادُ بما يقول نفسُ القول المذكور لا مسمّاه ، والمعنى إنما يقول هذا القولَ ما دام حياً فإذا قبضناه حُلْنا بـينه وبـين أن يقوله ويأتينا رافضاً له منفرداً عنه ، وأنت خبـير بأن ذلك مبنيٌّ على أن صدورَ القول المذكورِ عنه بطريق الاعتقادِ وأنه مستمرٌّ على التفوّه به راجٍ لوقوع مضمونِه ، ولا ريب في أن ذلك مستحيلٌ ممن كفر بالبعث وإنما قال ما قال بطريق الاستهزاء وتعليقِ أداءِ دَيْنه بالمُحال . { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ ءالِهَةً } حكايةٌ لجناية عامةٍ للكل مستتبِعةٌ لضدّ ما يرجُون ترتّبه عليها إثرَ حكاية مقالةِ الكافرِ المعهودِ واستتباعِها لنقيض مضمونِها ، أي اتخذوا الأصنامَ آلهةً متجاوزين الله تعالى { لّيَكُونُواْ لَهُمْ عِزّاً } أي ليُعزَّزوا بهم بأن يكونوا لهم وصلةً إليه عز وجل وشفعاءَ عنده . { كَلاَّ } ردعٌ لهم عن ذلك الاعتقادِ وإنكارٌ لوقوع ما علّقوا به أطماعَهم الفارغة { سَيَكْفُرُونَ بِعِبَـٰدَتِهِمْ } أي ستجحد الآلهةُ بعبادتهم لها بأن يُنطِقَها الله تعالى وتقولَ : ما عبدتمونا ، أو سينكر الكفرةُ حين شاهدوا سوءَ عاقبة كفرهم عبادتَهم لها كما في قوله تعالى : { وَٱللَّه رَبّنَا مَا كُنا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ومعنى قوله تعالى : { وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } على الأول تكون الآلهةُ التي كانوا يرجون أن تكون عِزاً ضدّاً للعز أي ذلاً وهُوناً ، أو تكون عوناً عليهم وآلةً لعذابهم حيث تُجعل وَقودَ النار وحصَبَ جهنم ، أو حيث كانت عبادتُهم لها سبباً لعذابهم ، وإطلاقُ الضدِّ على العَون لما أن عَونَ الرجل يُضادُّ عدوَّه وينافيه بإعانته له عليه ، وعلى الثاني يكون الكفرةُ ضداً وأعداءً للآلهة كافرين بها بعد أن كانوا يحبونها كحب الله ويعبُدونها . وتوحيدُ الضدِّ لوَحدة المعنى الذي عليه تدور مُضادّتُهم فإنهم بذلك كشيء واحدٍ كما في قوله عليه السلام : " وهم يدٌ على مَنْ سواهم " وقرىء كَلاًّ بفتح الكاف والتنوين على قلب الألفِ نوناً في الوقف قلْبَ ألفِ الإطلاق في قوله : [ الوافر ] @ أقِليِّ اللومَ عاذِلَ والعِتابَن وقولي إن أصبتُ لقد أصابنْ @@ أو على معنى كَلَّ هذا الرأيُ كلاًّ ، وقرىء كلاّ على إضمار فعل يفسّره ما بعده أي سيجحدون ، كلاّ سيكفرون الخ .