Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 81-84)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُلُواْ } جملةٌ مستأنفة مَسوقة لبـيان إباحة ما ذكر لهم وإتماماً للنعمة عليهم { مِن طَيّبَاتِ مَا رَزَقْنَـٰكُمْ } أي من لذائذه أو من حلالاته ، وقرىء رزقكم ، وفي البدء بنعمة الإنجاءِ ثم بالنعمة الدينية ثم بالنعمة الدنيوية من حسن النظمِ ولطفِ الترتيب ما لا يخفى { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } أي فيما رزقناكم بالإخلال بشكره والتعدّي لما حُدّ لكم فيه كالسرَف والبطَر والمنع من المستحِق { فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى } جواب للنهي أي فتلزمَكم عقوبتي وتجبَ لكم ، من حلّ الدَّينُ إذا وجب أداؤه { وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَىٰ } أي تردّى وهلك ، وقيل : وقع في الهاوية ، وقرىء فيحُلَّ بضم الحاء من حل يحُل إذا نزل . { وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ } من الشرك والمعاصي التي من جملتها الطغيانُ فيما ذكر { وَءَامَنَ } بما يجب الإيمان به { وَعَمِلَ صَـٰلِحَاً } أي عملاً صالحاً مستقيماً عند الشرع والعقلِ ، وفيه ترغيبٌ لمن وقع منه الطغيانُ فيما ذكر وحثٌّ على التوبة والإيمان وقوله تعالى : { ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } أي استقام على الهدى إشارةٌ إلى أن من لم يستمرَّ عليه بمعزل من الغفران وثم للتراخي الرتبـي . { وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ يٰمُوسَىٰ } حكايةٌ لما جرى بـينه تعالى وبـين موسى عليه الصلاة والسلام من الكلام عند ابتداءِ موافاته الميقاتَ بموجب المواعدةِ المذكورة ، أي قلنا له : أيُّ شيءٍ أعجلك منفرداً عن قومك ؟ وهذا كما ترى سؤالٌ عن سبب تقدمه على النقباء مَسوقٌ لإنكار انفرادِه عنهم لما في ذلك بحسب الظاهر من مخايل إغفالهم وعدمِ الاعتداد بهم مع كونه مأموراً باستصحابهم وإحضارِهم معه ، لا لإنكاره نفسَ العجلة الصادرةِ عنه عليه الصلاة والسلام لكونها نقيصةً منافية للحزم اللائقِ بأولي العزم ، ولذلك أجاب عليه الصلاة والسلام بنفي الانفرادِ المنافي للاستصحاب والمعية حيث { قَالَ هُمْ أُوْلاء عَلَىٰ أَثَرِى } يعني إنهم معي وإنما سبقتهم بخُطاً يسيرة ظننتُ أنها لا تُخِل بالمعية ولا تقدح في الاستصحاب ، فإن ذلك مما لا يعتد به فيما بـين الرفقةِ أصلاً ، وبعد ما ذكرَ عليه الصلاة والسلام أن تقدّمَه ذلك ليس لأمر منكر ذكَر أنه لأمر مَرضيّ حيث قال : { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لِتَرْضَىٰ } عنّي بمسارعتي إلى الامتثال بأمرك واعتنائي بالوفاء بعهدك ، وزيادةُ ربِّ لمزيد الضراعةِ والابتهال رغبةً في قَبول العذر .