Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 31-33)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَجَعَلْنَا فِى ٱلأَرْضِ رَوَاسِىَ } أي جبالاً ثوابتَ جمعُ راسية من رسا الشيءُ إذا ثبت ورسَخ ، ووصفُ جمعِ المذكر بجمع المؤنثِ في غير العقلاءِ مما لا ريب في صحته كقوله تعالى : { أَشْهُرٌ مَّعْلُومَـٰتٌ } [ البقرة : 197 ] و { أَيَّامًا مَّعْدُودٰتٍ } [ البقرة : 184 ] { أَن تَمِيدَ بِهِمْ } أي كراهةَ أن تتحرك وتضطربَ بهم أو لئلا تميدَ بهم بحذف اللام ولا ، لعدم الإلباس { وَجَعَلْنَا فِيهَا } أي في الأرض وتكريرُ الفعل لاختلاف المجعولين ولتوفية مقام الامتنان حقَّه أو في الرواسي لأنها المحتاجةُ إلى الطرق { فِجَاجاً } مسالكَ واسعةً وإنما قدم على قوله تعالى : { سُبُلاً } وهى وصفٌ له ليصير حالاً فيفيد أنه تعالى حين خلقها خلقَها كذلك ، أو ليبدل منها سبلاً فيدل ضمناً على أنه تعالى خلقها ووسّعها للسابلة مع ما فيه من التوكيد { لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي إلى مصالحهم ومَهمّاتهم . { وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً } من الوقوع بقدرتنا القاهرةِ أو من الفساد والانحلال إلى الوقت المعلوم بمشيئتنا أو من استراق السمعِ بالشُهُب { وَهُمْ عَنْ ءايَـٰتِهَا } الدالةِ على وحدانيته تعالى وعلمِه وحكمتِه وقدرتِه وإرادتِه التي بعضُها محسوسٌ وبعضُها معلومٌ بالبحث عنه في علمَي الطبـيعة والهيئة { مُّعْرِضُونَ } لا يتدبرون فيها فيبقَون على ما هم عليه من الكفر والضلال . وقوله تعالى : { وَهُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَـٰرَ وَٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ } اللذين هما آيتاهما بـيانٌ لبعض تلك الآياتِ التي هم عنها معرضون بطريق الالتفاتِ الموجب لتأكيد الاعتناءِ بفحوى الكلام ، أي هو الذي خلقهن وحده { كُلٌّ } أي كلُّ واحد منهما على أن التنوينَ عوضٌ عن المضاف إليه { فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } أي يجْرون في سطح الفلك كالسبْح في الماء ، والمرادُ بالفَلَك الجنسُ كقولك : كساهم الخليفةُ حُلّةً ، والجملة حالٌ من الشمس والقمر وجاز انفرادُهما بها لعدم اللَّبْس ، والضميرُ لهما والجمعُ باعتبار المطالعِ ، وجُعل الضميرُ واوَ العقلاء لأن السباحة حالُهم .