Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 34-36)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ } أي في الدنيا لكونه مخالفاً للحكمة التكوينيةِ والتشريعية { أفَإن مِتَ } بمقتضى حكمتِنا { فَهُمُ ٱلْخَـٰلِدُونَ } نزلت حين قالوا : نتربّص به ريبَ المَنون ، والفاءُ لتعليق الشرطيةِ بما قبلها والهمزةُ لإنكار مضمونِها بعد تقرّر القاعدةِ الكلية النافية لذلك بالمرة ، والمرادُ بإنكار خلودِهم ونفيه إنكارُ ما هو مدارٌ له وجوداً وعدماً من شماتتهم بموته عليه السلام ، فإن الشماتةَ بما يعتريه أيضاً مما لا ينبغي أن يصدُرَ عن العاقل كأنه قيل : أفإن متَّ فهم الخالدون حتى يشمتوا بموتك وقوله تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ } أي ذائقةٌ مرارةَ مفارقتِها جسدَها ، برهانٌ على ما أُنكِرَ من خلودهم . { وَنَبْلُوكُم } الخطابُ إما للناس كافة بطريق التلوينِ أو للكفرة بطريق الالتفات أي نعاملكم معاملة من يبلوكم { بِٱلشَّرّ وَٱلْخَيْرِ } بالبلايا والنعم هل تصبرون وتشكرون أو لا { فِتْنَةً } مصدرٌ مؤكد لنبلوَكم من غير لفظِه { وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } لا إلى غيرنا لا استقلالاً ولا اشتراكاً فنجازيكم حسبما يظهر منكم من الأعمال ، فهو على الأول وعد ووعيدٌ وعلى الثاني وعيدٌ محضٌ وفيه إيماءٌ إلى أن المقصود من هذه الحياة الدنيا الابتلاءُ والتعريضُ للثواب والعقاب ، وقرىء يُرجعون بالياء على الالتفات . { وَإِذَا رَاكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي المشركون { إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } أي ما يتخذونك إلا مهزوءاً به على معنى قصرِ معاملتهم معه عليه السلام على اتخاذهم إياه هُزواً ، لا على معنى قصرِ اتخاذهم على كونه هزواً كما هو المتبادرُ ، كأنه قيل : ما يفعلون بك إلا اتخاذَك هزواً وقد مر تحقيقه في قوله تعالى : { إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىٰ إِلَىَّ } [ سورة الأنعام : 50 ] في سورة الأنعام { أَهَـٰذَا ٱلَّذِى يَذْكُرُ الِهَتَكُمْ } على إرادة القولِ أي ويقولون أو قائلين ذلك أي يذكرهم الخ ، وقوله تعالى : { وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَـٰفِرُونَ } في حيز النصبِ على الحالية من ضمير القول المقدرِ والمعنى أنهم يَعيبون عليه عليه الصلاة والسلام أن يذكُرَ آلهتَهم التي لا تضُرّ ولا تنفع بالسوء ، والحالُ أنهم بذكر الرحمٰنِ المنْعِم عليهم بما يليق به من التوحيد أو بإرشاد الخلق بإرسال الرسلِ وإنزالِ الكتب أو بالقرآن كافرون بذكر الرحمٰن ، والضمير الثاني تأكيدٌ لفظيٌّ للأول فوقع الفصلُ بـين العامل ومعمولِه بالمؤكد ، وبـين المؤكِّد والمؤكَّد بالمعمول .