Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 70-73)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً } مكراً عظيماً في الإضرار به { فَجَعَلْنَـٰهُمُ ٱلأَخْسَرِينَ } أي أخسرَ من كل خاسر حيث عاد سعيُهم في إطفاء نور الحقِّ برهاناً قاطعاً على أنه عليه السلام على الحق وهم على الباطل ، وموجباً لارتفاع درجته واستحقاقِهم لأشد العذاب . { وَنَجَّيْنَـٰهُ وَلُوطاً إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَـٰلَمِينَ } أي من العراق إلى الشام وبركاته العامة فإن أكثر الأنبـياءِ بُعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرائعُهم التي هي مبادي الكمالات والخيراتِ الدينية والدنيويةِ ، وقيل : كثرةُ النعم والخِصْبُ الغالب ، روي أنه عليه السلام نزل بِفلَسطين ولوطٌ عليه السلام بالمؤتفكة وبـيهما مسيرةُ يومٍ وليلة . { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً } أي عطيةً فهي حالٌ منهما أو ولدٌ أو زيادةٌ على ما سأل وهو إسحاقُ فتختص بـيعقوبَ ولا لَبْس فيه للقرنية الظاهرةِ { وَكُلاًّ } أي كلُّ واحدٍ من هؤلاء الأربعة لا بعضُهم دون بعض { جَعَلْنَا صَـٰلِحِينَ } بأن وفقناهم للصلاح في الدين والدنيا فصاروا كاملين . { وَجَعَلْنَـٰهُمْ أَئِمَّةً } يقتدى بهم في أمور الدين إجابةً لدعائه عليه السلام بقوله : { وَمِن ذُرّيَتِى } [ البقرة : 124 ] { يَهْدُونَ } أي الأمة إلى الحق { بِأَمْرِنَا } لهم بذلك وإرسالِنا إياهم حتى صاروا مكملين { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ ٱلْخَيْرٰتِ } ليحثوّهم عليه فيتم كما لهم بانضمام العملِ إلى العلم ، وأصلُه أن تفعل الخيراتِ ثم فعل الخيرات وكذا قوله تعالى : { وَإِقَامَ ٱلصَّلاَة وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَـاةِ } وهو من عطف الخاصِّ على العام دَلالةً على فضله وإنافتِه وحُذفت تاءُ الإقامة المعوّضة من إحدى الألفين لقيام المضاف إليه مَقامه { وَكَانُواْ لَنَا } خاصة دون غيرنا { عَـٰبِدِينَ } لا يخطر ببالهم غيرُ عبادتنا .