Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 10-12)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمّ مُوسَىٰ فَارِغاً } صفراً من العقلِ لِمَا دهمَها من الخوفِ والحيرةِ حين سمعتْ بوقوعِه في يدِ فرعونَ لقولِه تعالى : { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء } [ سورة إبراهيم : الآية 43 ] أي خلاءُ لا عقولَ فيها ويعضدُه أنَّه قُرىء فَرغاً من قولِهم : دماؤهم بـينهم فرغٌ أي هَدرٌ وقيل : فارغاً من الهمِّ والحُزن لغايةِ وثوقِها بوعدِ الله تعالى أو لسماعِها أنَّ فرعونَ عطفَ عليه وتبنَّاهُ وقُرىء مُؤْسى بالهمزِ إجراءً للضَّمة في جارة الواوِ مجرى ضمَّتِها فهمزت كما في وجوهٍ { إِن كَادَتْ لَتُبْدِى بِهِ } أي إنَّها كادتْ لتظهرُ بموسى أي بأمرِه وقصَّتِه من فرطِ الحيرةِ والدَّهشةِ أو الفرحِ بتبنيهِ { لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا } بالصَّبرِ والثَّباتِ { لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أي المُصدِّقين بوعدِ الله تعالى أو من الواثقينَ بحفظِه لا بتبنِّي فرعونَ وتعطفِه وهو علَّةُ الرَّبطِ وجوابُ لولا محذوفٌ لدلالةِ ما قبله عليهِ . { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ } مريمَ والتَّعبـيرُ عنها بأخوَّتِه عليه الصَّلاة والسَّلام دونَ أنْ يقال لبنتِها للتَّصريحِ بمدار المحبَّةِ الموجبةِ للامتثالِ بالأمرِ { قُصّيهِ } أي اتبعِي أثرَه وتتبَّعي خبرَه { فَبَصُرَتْ بِهِ } أي أبصرتْهُ { عَن جُنُبٍ } عن بُعدٍ . وقُرىء بسكونِ النُّونِ ، وعن جانبٍ . والكلُّ بمعنى { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنَّها تقُصُّه وتتعرفُ حالَه وأنَّها أختُه { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ ٱلْمَرَاضِعَ } أي منعناه أنْ يرتضعَ من المرضعاتِ . والمَرَاضعُ جمعُ مرضعٍ وهي المرأةُ التي تُرضع أو مُرضع وهو الرَّضاعُ أو موضعُه أعني الثَّديَ { مِن قَبْلُ } أي من قبلِ قصِّها أثرَه { فَقَالَتْ } عند رؤيتِها لعدمِ قَبُولِه الثَّديَ واعتناءَ فرعونَ بأمرِه وطلبَهم من يقبلُ ثديَها { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } أي لأجلِكم { وَهُمْ لَهُ نَـٰصِحُونَ } لا يُقصِّرون في إرضاعِه وتربـيتِه . رُوي أنَّ هامان لمَّا سمعَه منها قال : إنَّها لتعرفُه وأهلَه فخذُوها حتَّى تخبرَ بحالِه فقالتْ : إنَّما أردتُ وهم للملكِ ناصحُون فأمرَها فرعونُ بأنْ تأتيَ بمَن يكفلُه فأتتْ بأمِّه ومُوسى على يدِ فرعونَ يبكِي وهو يُعلله فدفعَه إليها فلمَّا وجدَ ريحَها استأنسَ والتقمَ ثديها فقالَ : مَن أنتِ منه فقد أبَى كلَّ ثديٍ إلا ثديكِ فقالتْ : إنِّي امرأةٌ طيبةُ الريح طيبة اللبنِ لا أُوتى بصبـيَ إلا قبِلني فقرَّره في يدِها وأجرى عليها فرجعتْ إلى بـيتِها من يومِها وذلكَ قولُه تعالى :