Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 13-16)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَرَدَدْنَـٰهُ إِلَىٰ أُمّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا } بوصولِ ولدِها إليها { وَلاَ تَحْزَنْ } بفراقِه { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ } أي جميعَ ما وعدَهُ من ردِّه وجعلِه من المُرسلينَ { حَقّ } لا خُلفَ فيه بمشاهدةِ بعضِه وقياسِ بعضِه عليه { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } أنَّ الأمرَ كذلكَ فيرتابونَ فيهِ أو أنَّ الغرضَ الأصليَّ من الردِّ علمُها بذلك وما سواه تبعٌ ، وفيه تعريضٌ بما فَرَط منها حين سمعتْ بوقوعِه في يدِ فرعونَ . { وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ } أي المبلغَ الذي لا يزيدُ عليه نشؤُه وذلك من ثلاثينَ إلى أربعينَ سنة فإنَّ العقلَ يكملُ حينئذٍ . ورُوي أنَّه لم يُبعثْ نبـيٌّ إلا على رأسِ الأربعينَ { وَٱسْتَوَىٰ } أي اعتدلَ قدُّه أو عقلُه { آتَيْنَاهُ حُكْمًا } أي نبوَّةً { وَعِلْماً } بالدِّينِ أو علمَ الحُكماءِ والعُلماءِ وسمتَهم قبل استنبائِه فلا يقولُ ولا يفعلُ ما يُستجهلُ فيهِ وهو أوفقُ لنظْمِ القصَّةِ لأنَّه تعالى استنبأهُ بعد الهجرةِ في المُراجعةِ { وَكَذٰلِكَ } ومثلَ ذلكَ الذي فعلنَا بمُوسى وأمِّه { نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } على إحسانِهم . { وَدَخَلَ ٱلْمَدِينَةَ } أي مصرَ من قصرِ فرعونَ وقيل : منفُ أو حابـينُ أو عينُ شمسٍ من نواحِيها { عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مّنْ أَهْلِهَا } في وقتٍ لا يُعتادُ دخولُها أو لا يتوقعونَه فيه قيل : كان وقتَ القيلولةِ وقيل : بـينَ العشاءينِ { فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاَنِ هَـٰذَا مِن شِيعَتِهِ } أي ممَّن شايعُه على دينِه وهم بنو إسرائيلَ { وَهَـٰذَا مِنْ عَدُوّهِ } أي من مخالفيهِ ديناً وهم القِبطُ . والإشارةُ على الحكايةِ { فَٱسْتَغَـٰثَهُ ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِ } أي سألَه أنْ يغيثَه بالإعانة كما ينبىءُ عنه تعديتُه بعَلَى . وقُرىء استعانَه { عَلَى ٱلَّذِى مِنْ عَدُوّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ } أي ضرب القبطيَّ بجُمعِ كفِّه . وقُرىء فلكزَه أي فضربَ به صدرَهُ { فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } فقتلَه وأصلُه أنهى حياتَه من قولِه تعالى : { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } [ سورة الحجر : الآية 66 ] { قَالَ هَـٰذَا مِنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ } لأنَّه لم يكُن مأموراً بقتلِ الكفَّار أو لأنَّه كان مأموناً فيما بـينهم فلم يكُن له اغتيالُهم . ولا يقدحُ ذلك في عصمتِه لكونِه خطأً وإنما عدَّه من عملِ الشَّيطانِ وسمَّاه ظُلماً واستغفرَ منه جرياً على سُنَنِ المقرَّبـينَ في استعظامِ ما فرطَ منهم ولو كانَ من مُحقِّراتِ الصَّغائرِ { إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ } ظاهرُ العداوةِ والإضلالِ . { قَالَ } توسيطُه بـين كلاميهِ عليه الصَّلاة والسَّلام لإبانةِ ما بـينهما من المخالفةِ من حيثُ إنَّه مناجاةٌ ودعاءٌ بخلافِ الأولِ { رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِي } أي بقتلِه { فَٱغْفِرْ لِى } ذَنبـي { فَغَفَرَ لَهُ } ذلك { إِنَّهُ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي المبالغُ في مغفرةِ ذنوبِ عبادِه ورحمتِهم