Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 17-20)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ رَبّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ } إمَّا قسمٌ محذوفُ الجوابِ أي أقسمُ بإنعامِك عليَّ بالمغفرةِ لأتوبنَّ { فَلَنْ أَكُونَ } بعدَ هذا أبداً { ظَهِيراً لّلْمُجْرِمِينَ } وإمَّا استعطافٌ أي بحقِّ إنعامِكَ عليَّ اعصمنِي فلنْ أكونَ معيناً لمن تؤدي معاونتُه إلى الجُرمِ . وعن ابن عبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ لم يستئنِ فابتُليَ به مرَّةً أُخرى ، وهذا يؤيدُ الأولَ ، وقيل : معناهُ بما أنعمتَ عليَّ من القوَّةِ أعينُ أولياءكَ فلن استعملَها في مُظاهرةِ أعدائِكَ { فَأَصْبَحَ فِى ٱلْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ } يترصَّدُ الاستفادةَ أو الأجنادَ { فَإِذَا ٱلَّذِى ٱسْتَنْصَرَهُ بِٱلأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } أي يستغيثُه برفعِ الصَّوتِ من الصُّراخ { قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِىٌّ مُّبِينٌ } أي بـيِّنُ الغوايةِ تسببتَ لقتلِ رجلٍ وتُقاتلُ آخرَ { فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ } مُوسى { أَن يَبْطِشَ بِٱلَّذِى هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا } أي لموسى وللإسرائيليِّ إذ لم يكن على دينِهما ولأنَّ القِبطَ كانُوا أعداءً لبني إسرائيلَ على الإطلاقِ . وقُرىء يبطُش بضمِّ الطَّاءِ { قَالَ } أي الإسرائيليِّ ظانّاً أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام يبطشُ به حسبما يُوهمه تسميتُه إيَّاه غويّاً { يٰمُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِى كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِٱلأَمْسِ } قالُوا : لما سمعَ القبطيُّ قولَ الإسرائيليُّ علمَ أنَّ موسى هو الذي قتلَ ذلك الفرعونيَّ فانطلق إلى فرعونَ فأخبرَهُ بذلك وأمرَ فرعونُ بقتلِ مُوسى عليه السَّلامُ وقيل : قاله القبطيُّ { إِن تُرِيدُ } أي ما تريدُ { إِلاَّ أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِى ٱلأَرْضِ } وهو الذي يفعلُ كلَّ ما يريدُه من الضربِ والقتلِ ولا ينظرُ في العواقبِ وقيل : المتعظِّمُ الذي لا يتواضعُ لأمرِ الله تعالى { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِينَ } بـينَ النَّاسِ بالقولِ والفعلِ . { وَجَاء رَجُلٌ مّنْ أَقْصَى ٱلْمَدِينَةِ } أي كائنٌ من آخِرها أو جاءَ من آخِرها { يَسْعَىٰ } أي يسرعُ ، صفةٌ لرجلٌ أو حالٌ منه على أنَّ الجارَّ والمجرورَ صفةٌ له لا متعلَّق بجاء فإن تخصصه يلحقه بالمعارفِ قيل : هو مؤمنُ آلِ فرعونَ واسمُه حِزْقيلُ وقيل : شَمعُون وقيل : شَمعانُ { قَالَ يَـا مُوسَىٰ إنِ ٱلْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ } أي يتشاورُون بسببكَ فإنَّ كلاًّ من المتشاورينَ يأمرُ الآخرينَ ويأتمرُ { فَٱخْرُجْ } أي من المدينةِ { إِنّى لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِينَ } اللامُ لبـيانِ لما أنَّ معمولَ الصِّلةِ لا يتقدمُها