Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 33-37)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ رَبّ إِنّى قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ } بمقابلتِها { وَأَخِي هَـارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهِ مَعِيَ رِدْءاً } أي مُعيناً وهو في الأصلِ اسمُ ما يُعان به كالدِّفءِ ، وقُرىء ( رِدَاً ) بالتخفيف { يُصَدّقُنِى } بتلخيصِ الحقِّ وتقريرِ الحجَّةِ بتوضيحِها وتزيـيفِ الشُّبهةِ { إِنّى أَخَافُ أَن يُكَذّبُونِ } ولسانِي لا يُطاوعني عند المُحاجةِ . وقيل المرادُ تصديقُ القومِ لتقريرِه وتوضيحِه لكنَّه أسندَ إليه إسناد الفعلِ إلى السببِ . وقُرىء يصدقْني بالجزمِ على أنَّه جوابُ الأمرِ { قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ } أي سنقويكَ به فإنَّ قوَّةَ الشَّخصِ بشدة اليدِ على مُزاولةِ الأمورِ ولذلكَ يعبّرُ عنه باليدِ وشدَّتِها بشدَّة العضدِ { وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَـٰناً } أي تسلطاً وغلبةً وقيل حجَّةً وليس بذاكَ { فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا } باستيلاءٍ أو محاجة { بِـئَايَـٰتِنَا } متعلقٌ بمحذوفٍ قد صُرِّح به في مواضعَ أُخَر أي اذهَبا بآياتِنا ، أو بنجعل أي تسلطكما بآياتِنا أو بمعنى لا يصَلون أي تمتنعونَ منهم بها ، وقيل هو قسمٌ وجوابُه لا يصلونَ وقيلَ هو بـيانٌ للغالبونَ في قولِه تعالى : { أَنتُمَا وَمَنِ ٱتَّبَعَكُمَا ٱلْغَـٰلِبُونَ } بمعنى أنَّه صلةٌ لِمَا يبـينُه أو صلةٌ له على أنَّ اللامَ للتعريفِ لا بمعنى الذي { فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَىٰ بِـئَايَـٰتِنَا بَيّنَـٰتٍ } أي واضحات الدِّلالةِ على صحَّةِ رسالةِ مُوسى عليه السَّلام منه تعالى ، والمرادُ بها العَصَا واليدُ إذ هُما اللتانِ أظهرَهُما مُوسى عليه السَّلام إذْ ذاكَ ، والتَّعبـيرُ عنْهمَا بصيغةِ الجمعِ قد مرَّ سرُّه في سورةِ طه . { قَالُواْ مَا هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّفْتَرًى } أي سحرٌ مختلقٌ لم يُفعل قبلَ هذا مثلُه أو سحرٌ تعمله ثم تفتريهِ على الله تعالى أو سحرٌ موصوفٌ بالافتراءِ كسائرِ أصنافِ السِّحِر { وَمَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } أي السِّحرِ أو ادعاءِ النُّبوةِ { في آبائنا الأولين } أي واقعاً في أيَّامِهم . { وَقَالَ مُوسَىٰ رَبّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِٱلْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ } يريدُ به نفسَه . وقُرىء قالَ بغيرِ واوٍ لأنَّه جوابٌ عن مقالِهم . ووجهُ العطفِ أنَّ المرادَ حكايةُ القولينِ ليوازنَ السَّامعُ بـينهما فيميِّز صحيحَهما من الفاسدِ { وَمَن تَكُونُ لَهُ عَـٰقِبَةُ ٱلدَّارِ } أي العاقبةُ المحمودُة في الدَّارِ وهي الدُّنيا ، وعاقبتُها الأصليةُ هي الجَّنة لأنَّها خُلقتْ مجازاً إلى الآخرةِ ومزرعة لها والمقصودُ بالذاتِ منها الثَّوابُ ، وأمَّا العقابُ فمن نتائجِ أعمالِ العُصاةِ وسيئاتِ الغُواة . وقُرىء يكونُ بالياءِ التحتانيَّةِ { إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ ٱلظَّـٰلِمُونَ } أي لا يفوزونَ بمطلوبٍ ولا ينجون عن محذُورٍ .