Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 180-180)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا ءاتَـٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ } بـيانٌ لحال البخلِ ووخامةِ عاقبتِه وتخطئةٌ لأهله في توهم خِيرتِه حسَبَ بـيانِ حالِ الإملاءِ ، وإيرادُ ما بخِلوا به ، بعنوان إيتاءِ الله تعالى إياه من فضله ، للمبالغة في بـيان سوءِ صنيعِهم فإن ذلك من موجبات بَذلِه في سبـيله كما في قوله تعالى : { وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } [ الحديد ، الآية 7 ] والفعلُ مسندٌ إلى الموصول ، والمفعولُ الأولُ محذوفٌ لدِلالة الصلةِ عليه ، وضميرُ الفصل راجعٌ إليه أي لا يحسَبن الباخلون بما آتاهم الله من فضله من غير أن يكون لهم مَدخلٌ فيه أو استحقاقٌ له هو خيراً لهم من إنفاقه ، وقيل : الفعلُ مسندٌ إلى ضمير النبـي صلى الله عليه وسلم أو إلى ضمير من يحسَبُ ، والمفعولُ الأولُ هو الموصولُ بتقدير مضافٍ ، والثاني ما ذُكر كما هو كذلك على قراءة الخِطاب أي ولا تحسبن بخلَ الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم { بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ } التنصيصُ على شرِّيته لهم مع إدراكها من نفي خيريّتِه للمبالغة في ذلك ، والتنوينُ للتفخيم ، وقوله تعالى : { سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } بـيانٌ لكيفية شرِّيته أي سيلزَمون وبالَ ما بخِلوا به من الزكاة حيةً في عنقه تنهشُه من قَرنه إلى قدمه وتنقُر رأسَه وتقول : أنا مالُك . { وَللَّهِ } وحده لا لأحد غيرِه استقلالاً أو اشتراكاً { مِيرَاثُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } أي ما يتوارثه أهلُهما من مال وغيرِه من الرسالات التي يتوارثها أهلُ السمواتِ والأرض فما لهم يبخلون عليه بمُلكه ولا يُنفقونه في سبـيله ؟ أو أنه يرث منهم ما يُمسِكونه ولا ينفقونه في سبـيله تعالى عند هلاكِهم وتدوم عليهم الحسرةُ والندامة { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من المنع والبخلِ { خَبِيرٌ } فيجازيكم على ذلك . وإظهارُ الاسمِ الجليلِ في موضع الإضمارِ لتربـية المهابةِ ، والالتفاتُ للمبالغة في الوعيد ، والإشعارِ باشتداد غضبِ الرحمٰنِ الناشىءِ من ذكر قبائحِهم ، وقرىء بالياء على الظاهر .