Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 23-26)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَذَلِكُمْ } إشارةٌ إلى ما ذُكِرَ منْ ظنِّهم ، وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ للإيذانِ بغايةِ بُعدِ منزلتِه في الشرِّ و السوءِ وهُو مبتدأ . وقولُه تعالى : { ظَنُّكُمُ ٱلَّذِى ظَنَنتُم بِرَبّكُمْ أَرْدَاكُمْ } خبرانِ لهُ ويجوزُ أن يكونَ ظنُّكُم بدلاً وأرداكُم خبراً . { فَأَصْبَحْتُم } بسببِ ذلكَ الظنِّ السوءِ الذي أهلككُم { مّنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } إذْ صارَ ما مُنِحوا لنيلِ سَعادةِ الدارينِ سبباً لشقاءِ النشأتينِ { فَإِن يَصْبِرُواْ فَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } أي محلُّ ثُواءٍ وإقامةٍ أبديةٍ لهم بحيثُ لا براحَ لهم منهَا . والالتفاتُ إلى الغَيبةِ للإيذانِ باقتضاءِ حالِهم أن يُعرضَ عنهم ويُحكى سوءُ حالِهم لغيرِهم ، أو للإشعارِ بإبعادِهم عن حيزِ الخطابِ وإلقائِهم في غايةِ دركاتِ النارِ . { وَإِن يَسْتَعْتِبُواْ } أي يسألُوا العُتْبَى وهُو الرجوعُ إلى ما يحبونَهُ جزعاً مما هُم فيِه . { فَمَا هُم مّنَ ٱلْمُعْتَبِينَ } المجابـينَ إليَها ، ونظيرُه قولُه تعالى : { سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } [ سورة إبراهيم : الآية 21 ] وقُرىءَ وإنْ يَسْتعتبُوا فما هُم من المعتبِـين أيْ إنْ يسألُوا أن يُرضوا ربَّهم ، فما هُم فاعلونَ لفواتِ المُكنةِ . { وَقَيَّضْنَا لَهُمْ } أيْ قدّرنا وقرنّا للفكرةِ في الدُّنيا { قُرَنَاء } جمعُ قرينٍ أي أخداناً من الشياطينِ يستولُون عليهم استيلاءَ القيضِ على البـيضِ وهو القشرُ وقيل : أصلُ القيضِ البدلُ ومنه المقايضةُ للمعاوضةِ . { فَزَيَّنُواْ لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } مِن أمورِ الدُّنيا واتباعِ الشهواتِ { وَمَا خَلْفَهُمْ } من أمورِ الآخرةِ حيثُ أرَوهم أنْ لا بعثَ ولا حسابَ ولا مكروَه قطُّ . { وَحَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } أيْ ثبتَ وتقررَ عليهم كلمةُ العذابِ وتحققَ موجبُها ومصداقُها ، وهو قولُه تعالَى لإبليسَ : { فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } [ سورة ص : الآية 85 ] . وقولُه تعالَى : { لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ } [ سورة الأعراف : الآية 18 ] كما مرَّ مِراراً . { فِى أُمَمٍ } حالٌ من الضميرِ المجرورِ أي كائنتينَ في جملةِ أممٍ وقيلَ : فِي بمعْنى مَعَ ، وهَذا كما ترَى صريحٌ في أنَّ المرادَ بأعداءِ الله تعالى فيما سبقَ المعهودونَ من عادٍ وثمودَ لا الكفارُ من الأولينَ والآخرينَ كما قيلَ . { قَدْ خَلَتْ } صفةٌ لأممٍ ، أي مضتْ { مِن قَبْلِهِمْ مّنَ ٱلْجِنّ وَٱلإِنْسِ } على الكُفر والعصيانِ كدأبِ هؤلاءِ { إِنَّهُمْ كَانُواْ خَـٰسِرِينَ } تعليلٌ لاستحقاقِهم العذابَ ، والضميرُ للأولينَ والآخرينَ . { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من رؤساء المشركين لأعقابهم أو قالَ بعضُهم لبعضٍ { لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ } أي لا تُنصتوا له { وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } وعارِضُوه بالخُرافاتِ من الرجزِ والشعرِ والتصديةِ والمُكاءِ ، أو ارفعُوا أصواتَكم بَها لتشوشُوه على القارىءِ . وقُرِىءَ بضمِّ الغينِ والمَعْنى واحدٌ ، يُقالُ لَغَى يَلْغَى ، كلقِي يَلْقَى . ولَغَا يلغُو ، إذا هَذَى { لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ } أي تغلبونَهُ على قراءتِه .