Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 30-35)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ } أيُّ مصيبةٍ كانتْ { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ } أي فهيَ بسببِ معاصيكُم التي اكتسبتمُوها . والفاءُ لأنَّ ما شرطيةٌ أو متضمنةٌ لمَعْنى الشرطِ . وقُرِىءَ بدونِها اكتفاءً بما في الباء من مَعْنى السببـيةِ . { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } من الذنوبِ فلا يعاقبُ عليها . والآيةُ مخصوصةٌ بالمجرمينَ فإنَّ ما أصابَ غيرَهُم لأسبابٍ أُخرى منها تعريضُه للثوابِ بالصبرِ عليهِ { وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ } فائتينَ ما قُضِيَ عليكُم من المصائبِ وإن هربتُم من أقطارِها كلَّ مهربٍ . { وَمَا لَكُم مّن دُونِ ٱللَّهِ مِن وَلِيّ } يحميكُم منَها { وَلاَ نَصِيرٍ } يدفعُها عنكُم . { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ ٱلْجَوَارِ } السفنُ الجاريةُ { فِى ٱلْبَحْرِ } وقُرِىءَ الجَوَارِي { كَٱلأَعْلَـٰمِ } أي كالجبالِ على الإطلاقِ لا التي عليها النارُ للاهتداءِ خاصَّة . { إِن يَشَأْ يُسْكِنِ ٱلرّيحَ } التي تُجريَها . وقُرُىءَ الرياحَ . { فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَىٰ ظَهْرِهِ } فيبقينَ ثوابتَ على ظهرِ البحرِ أي غيرَ جارياتٍ لا غيرَ متحركاتٍ أصلاً . { إِنَّ فِى ذَلِكَ } الذي ذُكِرَ من السفنِ اللاتِي يجرينَ تارةً ويركُدنَ أُخْرى على حسب مشيئتِه تعالَى { لاَيَاتٍ } عظيمةً في أنفسها كثيرةً في العددِ دالةً على ما ذُكِرَ منْ شؤونِه تعالَى . { لّكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } لكلِّ مَنْ حبسَ نفسَهُ عن التوجِه إلى ما لا ينبغِي ووكَّلَ همَّتَهُ بالنظرِ في آياتِ الله تعالَى والتفكرِ في آلائِه أو لكلِّ مؤمنٍ كاملٍ ، فإنَّ الإيمانَ نصفُهُ صبرٌ ونصفُهُ شكرٌ . { أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا } عطفٌ على يُسكنْ والمعنى إن يشأ يسكن الريحَ فيركدنَ أو يرسلْهَا فيغرقنَ بعصفِها . وإيقاعُ الإيباقِ عليهنَّ مع أنَّه حالُ أهلهنَّ للمبالغةِ والتهويلِ . وإجراءُ حُكمِه على العفوِ في قولِه تعالَى { وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ } لِما أنَّ المَعْنى أو يُرسلْها فيوبقْ ناساً ويُنجِ آخرينَ بطريق العفوِ عنهُم . وقُرِىءَ ويعفُو على الاستئناف { وَيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِى ءايَـٰتِنَا } عطفٌ على علة مقدرةٍ مثل لينتقمَ منهم وليعلم الخ كما في قولِه تعالَى : { وَلِنَجْعَلَهُ ءايَةً لّلْنَّاسِ } [ سورة مريم ، الآية 21 ] وقوله : { وَلِنُعَلّمَهُ مِن تَأْوِيلِ ٱلأَحَادِيثِ } [ سورة يوسف ، الآية 31 ] ونظائِرِهِما . وقُرِىءَ بالرفعِ على الاستئنافِ وبالجزمِ عطفاً على يعفُ فيكونُ المَعْنى وإنْ يشأْ يجمعْ بـينَ إهلاكِ قومٍ وإنجاءِ قومٍ وتحذيرِ قومٍ . { مَا لَهُمْ مّن مَّحِيصٍ } أي منْ مهربٍ من العذابِ . والجملةُ معلّقٌ عنها الفعلُ .