Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 67-73)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلأَخِلاء } المتحابُّون في الدُّنيا على الإطلاقِ أو في الأمورِ الدُّنيويةِ { يَوْمَئِذٍ } يومَ إذْ تأتيهُم الساعةُ { بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } لانقطاعِ ما بـينَهم منْ علائقِ الخُلَّةِ والتَّحابِّ لظهورِ كونِها أسباباً للعذابِ . { إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } فإنَّ خُلَّتَهم في الدُّنيا لمَّا كانتْ في الله تبقَى على حالِها بل تزدادُ بمشاهدةِ كلَ منهُم آثارَ خُلَّتِهم من الثوابِ ورفعِ الدَّرجاتِ ، والاستثناءُ على الأولِ متصلٌ وعلى الثَّانِي منقطِعٌ { يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } حكايةٌ لما يُنادَى به المتقونَ المتحابونَ في الله يومئذٍ تشريفاً لهم وتطيـيباً لقلوبِهم . { ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِـئَايَـٰتِنَا } صفةٌ للمُنادَى أو نُصب على المدحِ . { وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } أي مُخلصينَ وجوهَهُم لنَا جاعلينَ أنفسَهُم سالمةً لطاعتِنا ، وهو حالٌ من واوِ آمنُوا . عن مقاتلٍ : إذَا بعثَ الله النَّاسَ فزعَ كلُّ أحدٍ فُينادِي منادٍ يا عبادِي فيرفعُ الخلائقُ رؤوسَهُم على الرجاءِ ثم يتبعُها الذينَ آمنُوا الآيةَ فينكِّسُ أهلْ الأديانِ الباطلةِ رؤوسَهُم . { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوٰجُكُمْ } نساؤُكم المؤمناتُ . { تُحْبَرُونَ } تُسرُّون سروراً يظهرُ حَبارُه أي أثرُه على وجوهِكم ، أو تُزينونَ من الحَبَرةِ وهو حُسن الهيئةِ ، أو تُكرمونَ إكراماً بليغاً . والحَبْرةُ المبالغةُ فيما وصفَ بجميلٍ . { يُطَافُ عَلَيْهِمْ } بعدَ دخولِهم الجنَّةَ حسبَما أُمرِوا بهِ . { بِصِحَـٰفٍ مّن ذَهَبٍ وَأَكْوٰبٍ } كذلك . والصِّحافُ جمعُ صَحْفةٍ ، قيلَ : هيَ كالقصعَةِ ، وقيلَ : أعظمُ القِصَاعِ الجفنةُ ثم القصعةُ ثم الصحفةُ ثم المكيلةُ . والأكوابُ جمعُ كوبٍ وهو كوزٌ لا عُروةَ لَهُ . { وَفِيهَا } أي في الجَّنةِ { مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ } من فُنونِ الملاذِّ . وقُرِىءَ ما تَشْتَهي . { وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ } أي تستلذُّه وتقرُّ بمشاهدتِه ، وقُرِىءَ وتلذُّهُ { وَأَنتُمْ فِيهَا خَـٰلِدُونَ } إتمامٌ للنعمةِ وإكمالٌ للسرورِ ، فإنَّ كلَّ نعيمٍ له زوالٌ بالآخرةِ مقارن لخوفِه لا محالةَ . والالتفاتُ للتشريفِ . { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ } مبتدأٌ وخبرٌ { ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا } وقُرِىءَ وُرِّثتمُوهَا { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } في الدُنيا الأعمالِ الصالحةِ ، شبَّه جزاءَ العملِ بالميراثِ لأنَّه يخلُفه العامل عليه ، وقيلَ تلكَ الجنةُ مبتدأٌ وصفةٌ والموصولُ مع صلتِه خبرُهُ ، وقيلَ : هو صفةُ الجنةُ كالوجهِ الأولِ والخبرُ بما كنتُم تعملُون فتتعلقُ الباءُ بمحذوفٍ لا بأُورثتمُوها كما في الأولَينِ . { لَكُمْ فِيهَا فَـٰكِهَةٌ كَثِيرَةٌ } بحسبِ الأنواعِ والأصنافِ لا بحسبِ الأفرادِ فقطْ { مّنْهَا تَأْكُلُونَ } أي بعضَها تأكلونَ في كلِّ نوبةٍ ، وأمَّا الباقِي فَعَلى الأشجارِ على الدوامِ لا ترى فيها شجرةً خلتْ عن ثمرِهَا لحظةً فهي مزينةٌ بالثمارِ أبداً مُوقَرةٌ بَها . وعنِ النبـيِّ صلى الله عليه وسلم : " لا ينزعُ رجلٌ من الجنَّةِ من ثمرِها إلا نبتَ مثلاَها مكانَها " .