Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 74-79)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي الراسخينَ في الإجرامِ وهم الكفارُ حسبَما نبىءُ عنْهُ إيرادُهم في مقابلةِ المؤمنينَ بالآياتِ { فِى عَذَابِ جَهَنَّمَ خَـٰلِدُونَ } خبرُ إنَّ ، أو خالدونَ هُو الخبرُ ، وفي متعلقةٌ بهِ . { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } أي لا يخففُ العذابُ عنُهم ، من قولِهم فَتَرتْ عنْهُ الحُمَّى إذا سكنِتْ قليلاً ، والتركيبُ للضعفِ . { وَهُمْ فِيهِ } أي في العذابِ . وقُرِىءَ فيَها أي في النَّارِ { مُّبْلِسُونَ } آيسونَ منَ النَّجاةِ . { وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ } بذلكَ { وَلَـٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّـٰلِمِينَ } لتعريضِهم أنفسَهُم للعذابِ الخالدِ . { وَنَادَوْاْ } خازنَ النَّارِ { يا مالك } وقُرِىءَ يا مَالِ على التَّرخيمِ بالضمِّ والكسرِ ، ولعلَّه رمزٌ إلى ضعفِهم وعجزِهِم عن تأديةِ اللفظِ بتمامِه . { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } أي لِيُمتنا حتَّى نستريحَ من قضَى عليه إذا أماتَهُ والمعنى سَلْ ربَّك أنْ يقضي علينا ، وهَذا لا يُنافِي ما ذُكرَ من إبلاسِهم لأنَّه جؤارٌ وتمنَ للموتِ لفرطِ الشدَّةِ { قَالَ إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ } أيْ فِي العذابِ أبداً لا خلاصَ لكُم منْهُ بموتٍ ولا بغيرِه ، عن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما : أنَّه لا يُجيبُهم إلا بعدَ ألفِ سنةٍ ، وقيلَ : بعد مائةٍ ، وقيلَ : بعدَ أربعينَ سنةً . { لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقّ } في الدُّنيا بإرسالِ الرُّسلِ وإنزال الكتبِ وهو خِطَابُ توبـيخٍ وتقريعٍ من جهةِ الله تعالَى مقررٌ لجوابِ مالكٍ ومبـينٌ لسببِ مكثِهم ، وقيلَ : في قالَ ضميرُ الله تعالَى : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقّ } أي حقَ كانَ { كَـٰرِهُونَ } لا يقبلونَهُ وينفرونَ عنْهُ ، وأما الحقُّ المعهودُ الذي هو التوحيدُ أو القرآنُ فكلُّهم كارهونَ له مشمئزّونَ منْهُ { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً } كلامٌ مبتدأٌ ناعٍ على المشركينَ ما فعلُوا من الكيدِ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم . وأمْ منقطعةٌ وما فَيها من مَعنْى بلْ للانتقالِ من توبـيخِ أهلِ النَّارِ إلى حكايةِ جنايةِ هؤلاءِ ، والهمزةُ للإنكارِ ، فإنْ أُريدَ بالإبرامِ الإحكامُ حقيقةً فهيَ لإنكارِ الوقوعِ واستبعادِه ، وإنْ أُريدَ الإحكامُ صورةً فهيَ لإنكارِ الواقعِ واستقباحِه أيْ أأبرمَ مشركُو مكَة أمراً من كيدِهم ومكرِهم برسولِ الله صلى الله عليه وسلم . { فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } كيدنَا حقيقةً لا همُ أو فإنَّا مبرمونَ كيدنَا بهم حقيقةً كما أبرمُوا كيدَهُم صورةً كقولِه تعالى : { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } [ سورة الطور ، الآية 42 ] وكانُوا يتناجَون في أنديتِهم ويتشاورُون في أمورِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ .