Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 20-28)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِنّى عُذْتُ بِرَبّى وَرَبّكُمْ } أي التجأتُ إليهِ وتوكلتُ عليهِ { أَن تَرْجُمُونِ } من أنْ ترجمُونِي أيْ تُؤذونِي ضرباً أو شتماً أو أنْ تقتلوني ، قيلَ لمَّا قالَ وأنْ لا تعلُوا على الله توعّدوه بالقتلِ . وقُرِىءَ بإدغامِ الذالِ في التَّاءِ . { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فَٱعْتَزِلُونِ } أي وإنْ كابرتُم مقتضَى العقلِ ولم تُؤمنوا لي فخلُّوني كَفافاً عليَّ ولا ليَ ، ولا تتعرضُوا لي بشرَ ولا أذَى فليس ذلك جزاءَ من يدعُوكم إلى ما فيهِ فلاحُكم . وحملُه على مَعْنى فاقطعُوا أسبابَ الوصلةِ عنِّي فلا موالاةَ بـيني وبـينَ منْ لا يُؤمنُ يأباهُ المقامُ . { فَدَعَا رَبَّهُ } بعدما تمُّوا على تكذيبهِ عليه السَّلامُ { إِنَّ هَـؤُلآء } أي بأنَّ هؤلاءِ { قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } وهو تعريضٌ بالدُّعاءِ عليهم بذكرِ ما استوجبُوه بهِ ولذلك سُمِّيَ دعاءً وقُرِىءَ بالكسرِ على إضمارِ القولِ . قبـيلَ كانَ دعاؤُه اللَّهم عجِّلْ لهُم ما يستحقونَهُ بإجرامِهم ، وقيلَ : هُو قولُه : { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } [ سورة يونس ، الآية 85 ] { فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً } بإضمارِ القولِ إِمَّا بعدَ الفاءِ أيْ فقالَ ربُّه : أسرِ بعبادِي وإما قبلَها كأنَّه قيلَ قال : إنْ كانَ الأمرُ كَما تقولُ فأسرِ بعبادِي أيْ ببنِي إسرائيلَ فقد دبَّر الله تعالى أنْ تتقدمُوا . وقُرِىءَ بوصلِ الهمزةِ منْ سَرَى . { إِنَّكُم مّتَّبِعُونَ } أي يتبعُكم فرعونُ وجنودُه بعد ما علمُوا بخروجِكم . { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً } مفتوحاً ذا فجوةٍ واسعةٍ ، أو ساكناً على هيئته بعدَ ما جاوزْتَه ، ولا تضربْهُ بعصاكَ لينطبقَ ولا تغيِّرْهُ عن حالِه ليدخلَه القبطُ . { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } وقرىءَ أنَّهم بالفتحِ أيْ لأَنَّهم { كَمْ تَرَكُواْ } أي كثيراً تركوا بمصرَ { مّن جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } محافلَ مزيّنة ومنازلَ محسَّنةٍ { وَنَعْمَةٍ } أي تنعمٍ { كَانُواْ فِيهَا فَـٰكِهِينَ } متنعمينَ وقُرِىءَ فكِهينَ { كَذٰلِكَ } الكافُ في حيِّز النصب وذلك إشارة إلى مصدر فعل يدل عليه تركوا ، أي مثل ذلك السلبِ سلبناهُم إيَّاها { وَأَوْرَثْنَـٰهَا قَوْماً ءَاخَرِينَ } وقيلَ : مثلَ ذلكَ الإخراجِ أخرجناهُم منها ، وقيلَ : في حيزِ الرفعِ على الخبريةِ أيِ الأمرُ كذلكَ فحينئذٍ يكونُ أورثناهَا معطوفاً على تركُوا وعلى الأولَينِ على الفعلِ المقدرِ .