Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-4)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سورة الجلثية مكية وهي سبع أو ست وثلاثون آية { حـم } الكلامُ فيه كما مرَّ في فاتحةِ سورةِ المؤمنِ فإنْ جُعلَ اسماً للسورةِ ، فمحلُّه الرفعُ على أنَّه خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي هذا مُسمَّى بحم . والإشارةُ إلى السورةِ قبل جريانِ ذكرِها قد وقفتَ على سرِّه مراراً ، وإنْ جُعلَ مسروداً على نمطِ التعديدِ فلا حظَّ له من الإعرابِ . وقولُه تعالى : { تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ } على الأولِ خبرٌ بعدَ خبرٍ ، على أنَّه مصدرٌ أطلقَ على المفعولِ مبالغةً ، وعلى الثانِي خبرٌ لمبتدأٍ مضمرٍ يلوحُ به ما قبلَهُ أي المؤلفُ من جنسِ ما ذُكِرَ تنزيلُ الكتابِ وقيلَ : هو خبرٌ لحم أي المُسمَّى به تنزيلُ الخ وقد مرَّ مراراً أنَّ الذي يُجعلُ عُنواناً للموضوعِ حقَّه أنْ يكونَ قبلَ ذلكَ معلومَ الانتسابِ إليه ، وإذ لا عهدَ بالتسميةِ بعدُ فحقُّها الإخبارُ بَها ، وأما جعلُه خبراً له بتقديرِ المضافِ وإبقاءِ التنزيلِ على أصلِه أي تنزيلُ حم تنزيلُ الكتابِ فمعَ عرائهِ عن إفادةِ فائدةٍ يُعتدُّ بها تمحلٌ على تمحلٍ . وقولُه تعالى : { مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } كما مرَّ في صدرِ سورةِ الزمرُ على التفصيلِ ، وقيلَ : حم مقسمٌ به ، وتنزيلُ الكتابِ صفتُه ، وجوابُ القسمِ قولُه تعالى : { إِنَّ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ لأَيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ } وهو على الوجوهِ المتقدمةِ كلامٌ مسأنفٌ مسوقٌ للتنبـيهِ على الآياتِ التكوينيةِ الآفاقيةِ والأنفسيةِ ، ومحلُّ الآياتِ إمَّا نفسُ السمواتِ والأرضِ فإنَّهما منطويتانِ من فنونِ الآياتِ على ما يقصرُ عنه البـيانُ وإما خلقُهما كما في قولِه تعالى : { إِنَّ فِى خَلْقِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } [ سورة البقرة ، الآية 164 ] وهو الأوفقُ بقولِه تعالى { وَفِى خَلْقِكُمْ } أي من نطفةٍ ثم من علقةٍ متقلبةٍ في أطوارٍ مختلفةٍ إلى تمامِ الخلقِ { وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ } عطفٌ على المضافِ دونَ المضافِ إليه أي وفيمَا ينشرُه ويفرّقُه من دابةٍ . { ءايَـٰتُ } بالرفعِ على أنَّه مبتدأٌ خبرُهُ الظرفُ المقدمُ . والجملةُ معطوفةُ على ما قبلَها من الجملةِ المصدرةِ بإنَّ وقيلَ : آياتٌ عطفٌ على ما قبلَها من آياتٍ باعتبارِ المحلِّ عندَ من يُجوِّزُه وقُرِيَء آيةٌ بالتوحيدِ ، وقرىء آيات بالنصب عطفاً على ما قبلها من اسم إنَّ والخبر هو الخبر كأنه قيل : وإن في خلقكم ما يبث من دابة آياتٍ { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } أي من شأنِهم أنْ يُوقنوا بالأشياءِ على ما هيَ عليهِ .