Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 45, Ayat: 9-11)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءايَـٰتِنَا شَيْئاً } أي إذا بلغَهُ من آياتِنا شيءٌ وعلم أنَّه من آياتِنا لا أنه علمهُ كما هُو عليهِ فإنَّه بمعزلٍ عن ذلك العلمِ ، وقيلَ : إذا علم منها شيئاً يمكنُ أنْ يتشبثَ به المعاندُ ويجدَ له محملاً فاسداً يتوصلُ به إلى الطعنِ والغميزةِ { ٱتَّخَذَهَا } أي الآياتِ كلَّها { هُزُواً } أي مَهْزُوءاً بَها لا ما سمَعهُ فقطْ ، وقيلَ : الضميرُ للشيءِ ، والتأنيثُ لأنَّه في معنى الآيةِ . { أُوْلَـٰئِكَ } إشارةٌ إلى كلِّ أفاكٍ من حيثُ الاتصافُ بما ذُكرَ من القبائِحِ ، والجمعُ باعتبارِ الشمولِ للكلِّ كما في قولِه تعالى : { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } [ سورة المؤمنون ، الآية 5 ] كما أنَّ الإفرادَ فيما سبقَ من الضمائرِ باعتبارِ كلِّ واحدٍ واحدٍ . { لَهُمْ } بسببِ جناياتِهم المذكورةِ { عَذَابٌ مُّهِينٌ } وصف العذابِ بالإهانةِ توفيةً لحقِّ استكبارِهم واستهزائِهم بآياتِ الله سبحانه وتعالى . { مّن وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ } أي من قُدامِهم لأنهم متوجهونَ إلى ما أُعدَّ لهُم ، أو من خلفِهم لأنهم معرضونَ عن ذلكَ مقبلونَ على الدُّنيا فإن الوراءَ اسمٌ للجهةِ التي يُواريها الشخصُ من خلفٍ وقُدامٍ . { وَلاَ يُغْنِى عَنْهُم } ولا يدفعُ { مَّا كَسَبُواْ } من الأموالِ والأولادِ { شَيْئاً } من عذابِ الله تعالى أو شيئاً من الإغناءِ { وَلاَ مَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَاء } أي الأصنامَ ، وتوسيطُ حرفِ النفي بـينِ المعطوفينِ مع أنَّ عدمَ إغناءِ الأصنامِ أظهرُ وأجلى من عدمِ إغناءِ الأموالِ والأولادِ قطعاً مبنيٌّ على زعمِهم الفاسدِ حيثُ كانُوا يطمعونَ في شفاعتِهم وفيه تهكمٌ . { وَلَهُمْ } فيما وراءَهُم من جهنمَ { عَذَابٌ عظِيمٌ } لا يُقادرُ قدرُه . { هَـٰذَا } أي القرآنُ { هُدًى } في غايةِ الكمالِ من الهدايةِ كأنَّه نفسُها { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي بالقرآنِ وإنما وضعَ موضعَ ضميرِه في قوله تعالى : { بآيَـٰتِ رَبّهِمْ } لزيادةِ تشنيعِ كفرِهم به وتفظيعِ حالِهم { لَهُمْ عَذَابٌ مّن رّجْزٍ } أي من أشدِّ العذابِ { أَلِيمٌ } بالرفعِ صفةُ عذابٌ ، وقُرىءَ بالجرِّ على أنَّه صفة رجزٍ ، وتنوينُ عذابٌ في المواقعِ الثلاثةِ للتفخيمِ ، ورفعُه إما على الابتداء وإما على الفاعلية .