Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 16-17)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أُوْلَـٰئِكَ } إشارةٌ إلى الإنسانِ ، والجمعُ لأنَّ المرادَ به الجنسُ المتصفُ بالوصفِ المَحكِيِّ عنْهُ ، وما فيهِ من مَعْنى البُعدِ للإشعارِ بعُلوِّ رُتبتهِ وبُعدِ منزلتِه ، أي أولئكَ المنعوتونَ بما ذُكِرَ من النعوتِ الجليلةِ . { ٱلَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } من الطاعاتِ ، فإنَّ المباحَ حسنٌ ولا يثابُ عليهِ . { وَنَتَجَاوَزُ عَن سَيْئَـٰتِهِمْ } وقُرىءَ الفعلانِ بالياءِ على إسنادِهما إلى الله تعالى ، وعلى بنائِهما للمفعولِ ، ورفعِ أحسنَ على أنَّه قائمٌ مقامَ الفاعلِ ، وكذا الجارُّ والمجرور . { فِى أَصْحَـٰبِ ٱلْجَنَّةِ } أي كائنينَ في عدادِهم منتظمينَ في سلكِهم { وَعْدَ ٱلصّدْقِ } مصدرٌ مؤكدٌ لما أنَّ قولَه تعالَى نتقبلُ ونتجاوزُ وعدٌ من الله تعالى لهُم بالتقبلِ والتجاوزِ . { ٱلَّذِى كَانُواْ يُوعَدُونَ } عَلَى ألسنةِ الرُّسلِ . { وَٱلَّذِى قَالَ لِوٰلِدَيْهِ } عندَ دعوتِهما لهُ إلى الإيمانِ { أُفّ لَّكُمَا } هو صوتٌ يصدرُ عنِ المرءِ عندَ تضجرِه ، واللامُ لبـيانِ المؤفَّفِ له كمَا في هَيْتَ لكَ . وقُرِىءَ أُفِّ بالفتحِ والكسرِ بغيرِ تنوينٍ وبالحركاتِ الثلاثِ معَ التنوينِ . والموصولُ عبارةٌ عن الجنسِ القائلِ ذلكَ القولَ ولذلكَ أُخبرَ عنه بالمجموعِ كما سبقَ . قيلَ : هُو في الكافرِ العاقِّ لوالديهِ المكذبِ بالبعثِ . وعن قَتَادةَ : هُو نعتُ عبدِ سوءٍ عاقِّ لوالديهِ فاجرٍ لربِّه . وما رُويَ من أنَّها نزلتْ في عبدِ الرَّحمنِ بن أبـي بكرٍ رضيَ الله عنهُمَا قبلَ إسلامِه يردُّه ما سيأتِي من قولِه تعالى : { أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } [ سورة الأحقاف ، الآية 18 ] الآيةَ . فإنَّه كانَ من أفاضلِ المسلمينَ وسَرواتِهم ، وقد كذَّبتِ الصدِّيقةُ رضيَ الله عنَها مَنْ قالَ ذلكَ . { أَتَعِدَانِنِى أَنْ أُخْرَجَ } أُبعثَ من القبرِ بعدَ الموتِ . وقُرِىءَ أَخْرُجَ ، من الخُروجِ . { وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِى } ولم يُبعثْ منهم أحدٌ { وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ } يسألانِه أنْ يغيثَهُ ويوفقَهُ للإيمانِ . { وَيْلَكَ } أي قائلينَ له ويلكَ ، وهو في الأصلِ دعاءٌ عليه بالثبورِ أُريدَ به الحثَّ والتحريضَ على الإيمانِ لا حقيقةَ الهلاكِ . { ءَامَن إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي البعثَ أضافاهُ إليهِ تعالى تحقيقاً للحقِّ وتنبـيهاً على خطئهِ في إسنادِ الوعدِ إليهما . وقُرِىءَ أنَّ وعدَ الله أي آمِنْ بأنَّ وعدَ الله حقٌّ { فَيَقُولُ } مكذباً لهُما { مَا هَـٰذَا } الذي تسميانِه وعدَ الله { إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أباطيلُهم التي سَطرُوها في الكتبِ من غيرِ أنْ يكونَ لها حقيقةٌ .