Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 21-24)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱذْكُرْ } أيْ لكُفَّارِ مكةَ { أَخَا عَادٍ } أيْ هوداً عليهِ السلامُ ، { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ } بدلُ اشتمالٍ منْهُ أي وقتَ إنذارِه إِيَّاهُم . { بِٱلاْحْقَافِ } جمعُ حِقْفٍ ، وهُو رملٌ مستطيلٌ مرتفعٌ فيهِ انحناءٌ منِ احقوقفَ الشيءُ إذا اعوجَّ . وكانتْ عادٌ أصحابَ عَمدٍ يسكنونَ بـين رمالٍ مشرفةٍ على البحرِ بأرضٍ يُقالُ لها الشّحْرُ من بلادِ اليمنِ ، وقيلَ : بـينَ عُمَانَ ومَهَرَةَ . { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } أي الرُّسلُ جمعُ نذيرٍ بمعنى المنذرِ . { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } أي من قبلهِ { وَمِنْ خَلْفِهِ } أي منْ بعدهِ . والجملةُ اعتراضٌ مقررٌ لما قبلَهُ مؤكدٌ لوجوبِ العملِ بموجبِ الإنذارِ ، وُسِّط بـينَ أنذرَ قومَهُ وبـينَ قولِه { أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ ٱللَّهَ } مسارعةً إلى ما ذُكِرَ من التقريرِ والتأكيدِ وإيذاناً باشتراكِهم في العبارةِ المحكيةِ ، والمَعْنى واذكُرْ لقومِكَ إنذارَ هودٍ قومَهُ عاقبةَ الشركِ والعذابِ العظيمِ ، وقد أندرَ مَنْ تقدمَهُ من الرسلِ ، ومن تأخرَ عنْهُ قومَهُم مثلَ ذلكَ فاذكُرهم . وأَما جعلُها حالاً من فاعلِ أنذرَ على مَعْنى أنَّه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ أنذرَهُم ، وقالَ لَهُم لا تعبدُوا إلا الله { إِنّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } وقد أعلمهم أنَّ الرسلَ الذين بُعثوا قبلَه والذينَ سيُبعثونَ بعدَهُ كلَّهم منذرونَ نحوَ إنذارِه ، فمعَ ما فيهِ من تكلفِ تقديرِ الإعلامِ لا بُدَّ في نسبةِ الخلوِّ إلى مَن بعدَهُ من الرسلِ من تنزيلِ الآتِي منزلةَ الخالِي . { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا } أيْ تَصُرِفَنَا { عَنْ ءالِهَتِنَا } عن عبادتِها { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } منَ العذابِ العظيمِ { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } في وعدِك بنزولهِ بنَا . { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ } أي بوقتِ نزولِه أو العلمُ بجميعِ الأشياءِ التي من جُمْلتِها ذلكَ { عَندَ ٱللَّهِ } وحدَهُ لا علمَ لي بوقتِ نزولِه ولا مدخلَ لي في إتيانِه وحلولِه وإنَّما علمُه عندَ الله تعالَى فيأتيكُم بهِ في وقتهِ المقدرِ لهُ . { وَأُبَلّغُكُمْ مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ } من مواجبِ الرسالةِ التي من جُملتِها بـيانُ نزولِ العذابِ إنْ لم تنتُهوا عن الشركِ من غيرِ وقوفٍ على وقتِ نزولِه . وقُرِىءَ أُبْلِغُكُم من الإبلاغِ . { وَلَـٰكِنّى أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ } حيثُ تقترحُون عليَّ ما ليسَ من وظائفِ الرسلِ من الإتيانِ بالعذابِ وتعيـينِ وقتهِ . والفاءُ في قولِه تعالى : { فَلَمَّا رَأَوْهُ } فصيحةٌ ، والضميرُ إما مُبهمٌ يوضحه قولُه تعالى { عَارِضاً } تميـيزٌ أو حالٌ أو راجعٌ إلى ما استعجلُوه بقولِهم فائتنا بما تَعدُنا أي فأتاهُم فلمَّا رأَوهُ سحاباً يعرضُ في أفق السماءِ { مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ } أي متوجِّه أوديتِهم . والإضافةُ فيه لفظيةٌ كما في قولِه تعالى { قَالُواْ هَـٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا } ولذلكَ وَقَعا وصفينِ للنكرةِ { بَلْ هُوَ } أي قالَ هُودٌ وقد قُرِىءَ كذلكَ ، وقُرِىءَ قُلْ ، وهُو ردٌّ عليهم ، أيْ ليسِ الأمرُ كذلكَ بلْ هُو { مَا ٱسْتَعْجَلْتُم بِهِ } من العذابِ { رِيحٌ } بدلٌ منْ ما أو خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ . { فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } صفةٌ لريحٌ .