Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 5-9)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سَيَهْدِيهِمْ } في الدُّنيا إلى أرشدِ الأمورِ وفي الآخرةِ إلى الثوابِ أو سُيْثبِّتَ هدايتَهم { وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ } في الدُّنيا بذكرِ أوصافِها بحيثُ اشتاقُوا إليها أو بـيَّنها لهم بحيثُ يعلم كلُّ أحدٍ منزلَه ويهتدي إليهِ كأنه كان ساكنَهُ منذُ خُلقَ وعن مقاتل : أنَّ الملكَ الموكلَ بعملهِ في الدُّنيا يمشي بـين يديِه فيعرفُه كلَّ شيءٍ أعطاهُ الله تعالى . أو طيَّبها لهم من العَرْفِ وهو طيبُ الرائحةِ ، أو حدَّدها لهم وأفرزَها ، من عَرفُ الدَّارِ فجنةُ كلَ منهم محددةٌ مفرزةٌ . والجملةُ إمَّا مستأنفةٌ أو حالٌ بإضمارِ قَدْ أو بدونِه . { يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ } أي دينَه ورسوله { يَنصُرْكُمُ } على أعدائِكم ويفتحْ لكُم { وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ } في مواطنِ الحربِ ومواقفِها أو على مَحَجةِ الإسلامِ . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ } التعسُ الهلاكُ والعِثارُ والسقوطُ والشرُّ والبعدُ والانحطاطُ ، ورجلٌ تاعسٌ وتَعِسٌ . وانتصابُه بفعلِه الواجبِ حذفُه سماعاً أي فقالَ تعساً لهم أو فقضى تعساً لهم . وقولُه تعالى : { وَأَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ } عطفٌ عليهِ داخلٌ معه في حيزِ الخبريةِ للموصولِ . { ذٰلِكَ } أي ما ذُكِرَ من التعسِ وإضلالِ الأعمالِ { بِأَنَّهُمْ } بسببِ أنَّهم { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } من القرآنِ لما فيهِ من التوحيدِ وسائرِ الأحكامِ المخالفةِ لما ألِفُوه واشتهتْهُ أنفسُهم الأمارةُ بالسُّوءِ { فَأَحْبَطَ } لأجلِ ذلكَ { أَعْمَـٰلَهُمْ } التي لو كانُوا عملوها مع الإيمان لأُثيبُوا عليَها .