Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 85-87)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَأَثَابَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ } أي عن اعتقاد ، من قولك : هذا قول فلان أي مُعتقدُه ، وقرىء ( فآتاهم الله ) { جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ جَزَاء ٱلْمُحْسِنِينَ } أي الذين أحسنوا النظر والعمل أو الذين اعتادوا الإحسان في الأمور ، والآيات الأربع ، رُوي ( أنها نزلت في النجاشي وأصحابه بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابه فقرأه ثم دعا جعفرَ بن أبـي طالب والمهاجرين معه وأحضر القسيسين والرهبان ، فأمر جعفر أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ سورة مريمَ ، فبكَوْا وآمنوا بالقرآن ) ، وقيل : نزلت في ثلاثين أو سبعين رجلاً من قومه وفدوا على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم سورة مريم فبكَوا وآمنوا . { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـئَايَـٰتِنَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَـٰبُ ٱلْجَحِيمِ } عطَفَ التكذيب بآيات الله على الكفر مع أنه ضربٌ منه لِما أن القصد إلى بـيان حال المكذبـين ، وذكَرهم بمقابلة المصدِّقين بها جمعاً بـين الترغيب والترهيب . { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُحَرّمُواْ طَيّبَـٰتِ مَا أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي ما طاب ولذ منه ، كأنه لمّا تضمّن ما سلف من مدح النصارى على الترهّب وترغيب المؤمنين في كسر النفس ورفض الشهوات ، عقّب ذلك بالنهي عن الإفراط في الباب ، أي لا تمنعوها أنفسكم كمنع التحريم أو لا تقولوا حرمناها على أنفسنا مبالغةً منكم في العزم على تركها تزهداً منكم وتقشفاً . وروي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف القيامة لأصحابه يوماً فبالغ وأشبع الكلام في الإنذار فرقّوا واجتمعوا في بـيت عثمانَ بنِ مظعونٍ ، واتفقوا على ألا يزالوا صائمين قائمين وألا يناموا على الفُرش ، ولا يأكلوا اللحم والودَك ، ولا يقرَبوا النساء والطيِّب ، ويرفضوا الدنيا ويلْبَسوا المُسوح ، ويَسيحُوا في الأرض ، ويجُبُّوا مذاكيرَهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : " إني لم أومر بذك ، إن لأنفسكم عليكم حقاً ، فصوموا وأفطروا ، وقوموا وناموا ، فإني أقوم وأنام ، وأصوم وأُفطر ، وآكلُ اللحم والدسم ، وآتي النساء ، فمن رغِب عن سنتي فليس مني " فنزلت . { وَلاَ تَعْتَدُواْ } أي لا تتعدوا حدود ما أحل لكم إلى ما حرم عليكم ، أو ولا تسرفوا في تناول الطيبات ، أو جَعَلَ تحريمَ الطيبات اعتداءً وظلماً ، فنهى عن مطلق الاعتداء ليدخُل تحته النهيُ عن تحريمها دخولاً أولياً لوروده عَقيبه ، أو أريدَ ولا تعتدوا بذلك { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُعْتَدِينَ } تعليل لما قبله .