Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 22-25)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَأَمْدَدْنَـٰهُم بِفَـٰكِهَةٍ وَلَحْمٍ مّمَّا يَشْتَهُونَ } وزدناهُم عَلى ما كانَ لَهُم منْ مبادِي التنعمِ وقتاً فوقتاً ما يشتهونَ من فنونِ النعماءِ وألوانِ الآلاءِ { يَتَنَـٰزَعُونَ فِيهَا } أي يتعاطَون فيها هُم وجلساؤُهم بكمالِ رغبةٍ واشتياقٍ كما ينبىءُ عنه التعبـيرُ عن ذلكَ بالتنازع { كَأْساً } أي خمراً تسميةً لَها باسمِ محلِّها { لاَّ لَغْوٌ فِيهَا } أيْ في شُربها حيثُ لا يتكلمونَ في أثناءِ الشربِ بلغوِ الحديثِ وسقَطِ الكلامِ { وَلاَ تَأْثِيمٌ } ولا يفعلونَ ما يؤثمُ به فاعلُه أي ينسبُ إلى الإثمِ لو فعَلُه في دارِ التكليفِ كما هو ديدنُ المنادمينَ في الدُّنيا وإنما يتكلمونَ بالحِكمِ وأحاسنِ الكلامِ ويفعلونَ ما يفعلُه الكرامُ ، وقرىءَ لا لغوَ فيها ولا تأثيمَ بالفتح { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ } أي بالكأسِ { غِلْمَانٌ لَّهُمْ } أي مماليكُ مخصوصونَ بهم وقيلَ : هم أولادُهم الذين سبقوهُم { كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } مصونٌ في الصَّدفِ من بـياضِهم وصفائِهم أو مخزونٌ لأنه لا يخزنُ إلا الثمينُ الغالِي القيمةِ . قيلَ لقَتَادة : هذا الخادمُ فكيفَ المخدومُ ؟ فقالَ : قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بـيدهِ إنَّ فضلَ المخدومِ على الخادمِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ " وعنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ : " إنْ أدنى أهلِ الجنةِ منزلةً منْ يُنادي الخادمَ من خدامِه فيجيبُهُ ألفٌ ببابِه لبـيكَ لبـيكَ " { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ } أيْ يسألُ كلُّ بعضٍ منهم بعضاً آخرَ عنْ أحوالِه وأعمالِه فيكونُ كلُّ بعضٍ سائلاً ومسؤولاً لا أنه يسألُ بعضٌ معينٌ منهم بعضاً آخرَ معيناً .