Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 30-33)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مع مشاهدتِكم لما ذُكِرَ من إحسانِه . { سَنَفْرُغُ لَكُمْ } أي سنتجردُ لحسابِكم وجزائِكم وذلكَ يومَ القيامةِ عندَ انتهاءِ شؤونِ الخلقِ المشارِ إليَها بقولِه تعالى : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ } [ سورة الرحمن ، الآية 29 ] فلا يَبْقى حينئذٍ إلا شأنٌ واحدٌ هو الجزاءُ فعبرَ عنْهُ بالفراغِ لهم بطريقِ التمثيلِ وقيلَ : هو مستعارٌ من قولِ المتهدِّدِ لصاحبهِ ؛ سأفرُغُ لكَ أي سأتجردُ للإيقاعِ بكَ من كلِّ ما يشغلنِي عنْهُ والمرادُ التوفرُ على النِّكايةِ فيهِ والانتقامِ منْهُ . وقُرىءَ سَيفرُغُ مبنياً للفاعلِ وللمفعولِ . وقُرِىءَ سَنفرُغُ إليكُم أي سنقصدُ إليكُم . { أَيُّهَا ٱلثَّقَلاَنِ } هما الإنسُ والجنُّ سُمِّيا بذلكَ لثقلِهما على الأرضِ أو لرزانةِ آرائِهما أو لأنَّهما مثقلانِ بالتكليفِ { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا } التي من جُمْلتِها التنبـيهُ على ما سيلقَونَهُ يومَ القيامةِ للتحذيرِ عمَّا يُؤدِّي إلى سوءِ الحسابِ { تُكَذّبَانِ } بأقوالِكما وأعمالِكما . { يَـٰمَعْشَرَ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ } هما الثقلانِ خوطِبا باسمِ جنسِهما لزيادةِ التقريرِ ولأنَّ الجنَّ مشهورونَ بالقدرةِ على الأفاعيلِ الشاقةِ فخُوطبوا بما ينبىءُ عن ذلكَ لبـيان أن قدرتَهُم لا تَفِي بما كُلِّفُوه . { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } إنْ قدرتُم عَلى { أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَـٰرِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } أي أن تهربُوا من قضائِي وتخرجُوا من ملكوتِي ومن أقطارِ سمواتِي وأرضِي { فَٱنفُذُواْ } منها وخلِّصُوا أنفسَكُم من عقابِـي { لاَ تَنفُذُونَ } لا تقدرونَ عل النفوذِ { إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } أي بقوةٍ وقهرٍ ، وأنتُم من ذلكَ بمعزلٍ بعيدٍ . رُويَ أن الملائكةَ تنزلُ فتحيطُ بجميـعِ الخلائقِ فإذا رآهُم الجنُّ والإنسُ هربُوا فلا يأتونَ وجهاً إلا وجدُوا الملائكةَ أحاطتْ بهِ .