Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 55, Ayat: 34-40)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } أي من التنبـيهِ والتحذيرِ والمساهلةِ والعفوِ مع كمالِ القدرةِ على العقوبةِ { يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ } قيلَ : هو اللهبُ الخالصُ وقيلَ : المختلطُ بالدخانِ وقيل : اللهبُ الأخضرُ المنقطعُ من النارِ وقيل : هو الدخانُ الخارجُ من اللهبِ وقيلَ : هو النارُ والدخانُ جميعاً . وقُرِىءَ شِواظٌ بكسرِ الشينِ { مّن نَّارٍ } متعلقٌ بـيرسلُ أو بمضمرٍ هو صفةٌ لشواظٌ أي كائنٌ من نارٍ ، والتنوينُ للتفخيمِ { وَنُحَاسٌ } أي دُخانٌ وقيلَ : صُفرٌ مذابٌ يصبُّ على رؤوسِهم ، وقُرِىءَ بكسرِ النُّونِ ، وقُرِىءَ بالجرِّ عطفاً على نارٍ ، وقُرِىءَ نُرسلُ بنونِ العظمةِ ، ونصبِ شُواظاً ونحاساً ، وقُرِىءَ نُحُس جمعُ نِحاسِ مثلُ لِحافِ ولُحُفِ ، وقُرِىءَ ونَحُسُّ أي نقتلُ بالعذابِ . { فَلاَ تَنتَصِرَانِ } أي لا تمتنعانِ { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } فإنَّ بـيانَ عاقبةِ ما هُم عليهِ من الكفرِ والمَعَاصِي لطفٌ وأيُّ لُطفٍ ونعمةٌ وأيُّ نعمةٍ . { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَاء } أي انصدعتْ يومَ القيامةِ { فَكَانَتْ وَرْدَةً } كوردةٍ حمراءَ وقُرِىءَ وردةٌ بالرفعِ على أنَّ كانَ تامةٌ أيَّ حصلتْ سماءٌ وردةٌ فيكونُ من بابِ التجريدِ كقولِ منْ قالَ : @ وَلَئِنْ بَقيْتُ لأَرْحَلَّنَّ بغزوة تَحوِي الغنائمَ أَوْ يموتَ كريمُ @@ { كَٱلدّهَانِ } خبرٌ ثانٍ لكانَتْ ، أو نعتٌ لوردةً أو حالٌ من اسمِ كانتْ ، أي كدُهنِ الزيتِ ، وهو إمَّا جمعُ دُهنٍ ، أو اسمٌ لَما يُدهنُ بهِ كالحِزامِ والأدامِ ، وقيلَ : هو الأديمُ الأحمرُ . وجوابُ إذَا محذوفٌ أي يكونُ من الأحوالِ والأهوالِ ما لا يحيطُ بهِ دائرةُ المقالِ . { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } مع عظمِ شأنِها { فَيَوْمَئِذٍ } أي يومَ إذُ تنشقُ السماءُ حسبَما ذُكِرَ . { لاَّ يُسْـئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } لأنَّهم يُعرفونَ بسيماهُم وذلكَ أولَ ما يخرجونَ من القبورِ ويحشرونَ إلى الموقفِ ذَوْداً ذَوداً على اختلافِ مراتبِهم ، وأما قولُه تعالى : { فَوَرَبّكَ لَنَسْـئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ سورة الحجر ، الآية 92 ] ونحُوه ففي موقفِ المناقشةِ والحسابِ ، وضميرُ ذنبِه للإنسِ لتقدمِه رتبةً ، وإفرادُه لما أنَّ المرادَ فردٌ من الإنسِ كأنَّه قيلَ : لا يُسألُ عن ذنبهِ إنسيٌّ ولا جنيٌّ . { فَبِأَىّ ءالاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } معَ كثرةِ منافعِها ، فإنَّ الإخبارَ بما ذُكِرَ ممَّا يزجرُكُم عن الشرِّ المؤدِّي إليهِ ، وأما ما قيلَ : ممَّا أنعمَ الله على عبادِه المؤمنينَ في هذا اليومِ فلا تعلقَ لهُ بالمقامِ .