Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 23-25)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا } أي ضرّرناها بالمعصية والتعريضِ للإخراج من الجنة { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا } ذلك { وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } وهو دليلٌ على أن الصغائرَ يُعاقب عليها إن لم تُغفرْ ، وقالت المعتزلةُ : لا يجوز المعاقبةُ عليها مع اجتناب الكبائرِ ، ولذلك حمَلوا قولَهما ذلك على عادات المقربـين في استعظام الصغيرِ من السيئات واستصغارِ العظيمِ من الحسنات . { قَالَ } استئناف كما مر مراراً { ٱهْبِطُواْ } خطابٌ لآدمَ وحواءَ وذريتِهما ، أو لهما ولإبليسَ ، كُرر الأمرُ تبعاً لهما ليعلمَ أنهم قرناءُ أبداً ، أو أُخبر عما قال لهم مفرّقاً كما في قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيّبَـٰتِ } [ المؤمنون ، الآية 51 ] ولم يُذكر هٰهنا قَبولُ توبتِهما ثقةً بما ذكر في سائر المواضع { بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ } جملةٌ حالية من فاعل اهبطوا أي مُتعادِين { وَلَكُمْ فِى ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ } أي استقرارٌ أو موضعُ استقرارٍ { وَمَتَـٰعٌ } أي تمتعٌ وانتفاع { إِلَىٰ حِينٍ } هو حينُ انقضاءِ آجالِكم . { قَالَ } أُعيد الاستئنافُ إما للإيذان بعدم اتصالِ ما بعده بما قبله كما في قوله تعالى : { قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } [ الحجر ، الآية 57 ] إثرَ قوله تعالى : { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } [ الحجر ، الآية 56 ] وقوله تعالى : { قَالَ أَرَءيْتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِى كَرَّمْتَ عَلَىَّ } [ الإسراء ، الآية 62 ] بعد قوله تعالى : { قَالَ أَءسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } [ الإسراء ، الآية 61 ] وإما لإظهار الاعتناءِ بمضمون ما بعده من قوله تعالى : { فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ } أي للجزاءِ كقوله تعالى : { مِنْهَا خَلَقْنَـٰكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَىٰ } [ طه ، الآية 55 ] .