Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 76, Ayat: 4-6)
Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَـٰفِرِينَ } من أفراد الإنسان الذي هديناهُ السبـيلَ { سَلَـٰسِلا } بهَا يُقادُون { وَأَغْلَـٰلاً } بها يُقيَّدونَ { وَسَعِيراً } بهَا يُحرقُون ، وتقديمُ وعيدِهم معَ تأخرهم للجمع بـينهُمَا في الذكر كما في قولِه تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ } [ سورة آل عمران ، الآية 106 ] الآيةَ ، ولأنَّ الإنذارَ أهمُّ وأنفعُ وتصديرُ الكلامِ وختمُه بذكرِ المؤمنينَ أحسنُ على أنَّ في وصفِهم تفصيلاً ربَّما يُخلُّ تقديمُه بتجاوب أطراف النظمِ الكريمِ . وقُرِىءَ سلاسلاً للتناسب . { إِنَّ ٱلأَبْرَارَ } شروعٌ في بـيان حسنِ حالِ الشاكرينَ إثرَ بـيانِ سوءِ حالِ الكافرينَ وإيرادُهم بعنوانِ البِرِّ للإشعارِ بمَا استحقُّوا بهِ ما نالُوه من الكرامةِ السنيةِ . والأبرارُ جمعُ بَرَ أو بارَ كربَ وأربابٍ وشاهدٍ وأشهادٍ . قيلَ : هُو من يبرُّ خالقَهُ أي يطيعُهُ وقيلَ : من يمتثلُ بأمرِه تعالى وقيلَ : من يؤدِّي حقَّ الله تعالى ويوفِّي بالنذرِ ، وعنِ الحسنِ البرُّ منْ لا يُؤذِي الذرَّ { يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ } هي الزجاجةُ إذا كانتْ فيها خمرٌ وتُطلقُ على نفسِ الخمرِ أيضاً فمِنْ على الأولِ ابتدائيةٌ وعلى الثانِي تبعيضيةٌ أو بـيانيةٌ { كَانَ مِزَاجُهَا } أي ما تمزجُ به { كَـٰفُوراً } أي ماءَ كافورٍ وهو اسمُ عينٍ في الجنَّةِ ماؤُها في بـياضِ الكافورِ ورائحتِه وبردِه . والجملةُ صفةُ كأسٍ . وقولُه تعالَى : { عَيْناً } بدلٌ من كافُوراً وعنْ قتادةَ : تمزجُ لهم بالكافورِ وتختمُ لهم بالمسكِ ، وقيلَ : تخلقُ فيها رائحةُ الكافورِ وبـياضُه وبردُه فكأنَّها مُزجتْ بالكافورِ ، فعيناً على هذينِ القولينِ بدلٌ منْ محلِّ ( منْ كأسٍ ) على تقديرِ مضافٍ أي يشربونَ خمراً خمرَ عينٍ أو نَصبٌ على الاختصاصِ . وقولُه تعالى : { يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ } صفةُ عيناً أي يشربونَ بها الخمرَ لكونِها ممزوجةً بهَا وقيل : ضُمِّن يشربُ مَعْنى يلتذُّ وقيل : الباءُ بمَعْنى مِنْ وقيلَ : زائدةٌ ويعضدُه قراءةُ ابنِ أبِـي عبلةَ يشربُها عبادُ الله وقالَ : الضميرُ للكأسِ والمَعْنى يشربونَ العينَ بتلكَ الكأسِ { يُفَجّرُونَهَا تَفْجِيراً } أي يُجرونها حيثما شاؤوا من منازلِهم إجراءً سهلاً لا يمتنعُ عليهم بَلْ يَجْري جرياً بقوة واندفاعٍ والجملةُ صفةٌ أُخرى لعيناً .