Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 17-22)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ } أي أدبرَ ظلامُه أو أقبلَ فإِنَّه منَ الأضَّدادِ وكذلكَ سعسعَ قالَ الفراءُ أجمعَ المفسرونَ على أنَّ معنى عسعسَ أدبرَ وعليه قولُ العَجَّاجِ : @ حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لها تَنفَّسَا وَانجَابَ عنَها ليلُها وعَسْعَسَا @@ وقيلَ هيَ لغةُ قريشٍ خاصَّة وقيلَ : مَعْنى إقبالِ ظلامِه أوفقُ لقولِه تعالى : { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } لأنَّه أولُ النهارِ وقيل : إدبارُه أقربُ من تنفسِ الصبحِ ومعناهُ أنَّ الصبحَ إذَا أقبلَ يقبلُ بإقبالِه رَوحٌ ونسيمٌ فجعلَ ذلكَ نفساً لَهُ مجازاً فقيلَ تنفَّسَ الصبحُ . { إنَّهُ } أي القرآنَ الكريمَ الناطقَ بما ذُكِرَ من الدَّواهِي الهائلةِ { لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } هو جبريلُ عليهِ السَّلامُ قالَه من جهةِ الله عزَّ وجلَّ { ذِى قُوَّةٍ } شديدةٍ كقولِه تعالَى { شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ } [ سورة النجم ، الآية 5 ] وقيلَ المرادُ القوةُ في أداءِ طاعةِ الله تعالَى وتركِ الإخلالِ بَها من أولِ الخلقِ إلى آخرِ زمانِ التكليفِ { عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ } ذِي مكانةٍ رفيعةٍ عندَ الله تعالى عنديةَ إكرامٍ وتشريفٍ لا عنديةَ مكانٍ { مُّطَـٰعٍ } فيما بـينَ ملائكتِه المقربـينَ يصدرُون عن أمرِه ويرجعونَ إلى رأيه { ثَمَّ أَمِينٍ } على الوَحْي ، وثمَّ ظرفٌ لما قبَلهُ وقيلَ : لما بعدَهُ . وقرىء ثُمَّ ، تعظيماً لوصفِ الأمانِةَ وتفضيلاً لها على سائرِ الأَوْصَافِ { وَمَا صَـٰحِبُكُمْ } هو رسولُ الله صلى الله عليه وسلم { بِمَجْنُونٍ } كما تبهتُه الكفرةُ والتعرضُ لعنوانِ المصاحبةِ للتلويحِ بإحاطتِهم بتفاصيلِ أحوالِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ خبراً ، وعلمُهم بنزاهتِه عليه السَّلامُ عمَّا نسبُوه إليهِ بالكليةِ . وقد استُدلَّ بهِ على فضلِ جبريلَ عليِه عليهما السَّلامُ للتباين البـينِ بـين وصفيهما ، وهو ضعيفٌ إذِ المقصودُ ردُّ قولِ الكفرةِ في حقِّهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ . { إنما يعلمه بشرٌ } [ سورة النحل ، الآية 103 ] { أفترى على الله كذباً أم بهِ جِنَّة } [ سورة سبأ ، الآية 8 ] لا تعدادُ فضائلِهما والموازنةُ بـينهُما .