Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 81, Ayat: 23-29)

Tafsir: Iršād al-ʿaql as-salīm ilā mazāyā al-kitāb al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَقَدْ رَءاهُ } أي وبالله لقد رأى رسولُ الله جبريلَ عليهما الصَّلاةُ والسَّلامُ { بِٱلأُفُقِ ٱلْمُبِينِ } بمطلعِ الشمسِ الأَعْلى { وَمَا هُوَ } أي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم { عَلَى ٱلْغَيْبِ } على ما يخبرُه من الوَحْي إليهِ وغيرِه من الغيوبِ { بِضَنِينٍ } أي ببخيلٍ لا يبخلُ بالوَحْي ولا يُقصِّرُ في التبليغ والتعليمِ . وقُرِىءَ بظنينٍ أي بمتهمٍ من الظنة وهي التهمةُ { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَـٰنٍ رَّجِيمٍ } أي قولِ بعضِ المُسترقةِ للسمعِ وهو نفيٌ لقولِهم إنَّه كهانةٌ وسحرٌ . { فَأيْنَ تَذْهَبُونَ } استضلالٌ لهم فيما يسلكونَهُ في أمرِ القرآنِ والفاءُ لترتيبِ ما بعدَهَا على ما قبلَها من ظهورِ أنَّه وحيٌ مبـينٌ ، وليسَ ممَّا يقولونَ في شيءٍ كما تقولُ لمن تركَ الجادَّةَ بعدَ ظهورِها هذا الطريقُ الواضحُ فأينَ تذهبُ { إِنْ هُوَ } ما هُو { إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَـٰلَمِينَ } موعظةٌ وتذكيرٌ لهم . وقولُه تعالَى { لِمَن شَاء مِنكُمْ } بدلٌ من العالمينَ بإعادةِ الجارِّ . وقولُه تعالَى : { أَن يَسْتَقِيمَ } مفعولُ شاءَ أيْ لمَنْ شاءَ منكُم الاستقامةَ بتحرِّي الحقِّ وملازمةِ الصوابِ . وإبدالُه منَ العالمينَ لأنَّهم المنتفعونَ بالتذكيرِ { وَمَا تَشَاؤونَ } أي الاستقامةَ مشيئةَ مستتبعةَ لها في وقتٍ من الأوقاتِ { إِلاَّ أَن يَشَاء ٱللَّهُ } أي إلا وقتَ أنْ يشاءَ الله تعالَى تلكَ المشيئةَ أي المستتبِعة للاستقامةِ فإن مشيئتَكُم لا تستتبعُها بدون مشيئةِ الله تعالى لها { رَبّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } مالكُ الخلقِ ومربـيهم أجمعينَ . عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم : " منْ قرأَ سورةَ التكويرِ أعاذَهُ الله أنْ يفضحَهُ حينَ تُنشرُ صحيفتُه " .