Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 35-35)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغة : الشقاق الخلاف والعداوة ، واشتقاقه من الشق وهو الجزء البائن ، فالمتشاقان كل واحد منهما في شق غير شق صاحبه بالعداوة ، أي : في ناحية واصل التوفيق الموافقة ، وهي المساواة في أمر من الأمور والتوفيق هو اللطف الذي يتفق عنده فعل الطاعات لمساواته في الوقت ، والتوفيق بين نفسين هو الإصلاح بينهما والاتفاق في الجنس والمذهب : المساواة بينهما ، والاتفاق في الوقوع كرمية من غير رام لمساواتهما نادراً . الإعراب : أصل بين أن يكون ظرفاً ثم استعمل اسماً هنا بإضافة شقاق إليه كما قال : { هذا فراق بيني وبينك } [ الكهف : 78 ] وقال : { ومن بيننا وبينك حجاب } [ فصلت : 5 ] وكان في الأصل فإن خفتم أي خشيتم شقاقاً بينهما . المعنى : لمَّا قدَّم الله الحكم عند مخالفة أحد الزّوجين صاحبه عَقَّبه بذكر الحكم عند التباس الأمر في المخالفة فقال { وإن خفتم } أي خشيتم ، وقيل : علمتم . والأول أصح لأنه لو علم الشقاق يقيناً لما احتيج إلى الحكمين { شقاق بينهما } أي مخالفة وعداوة بين الزوجين { فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها } أي وَجّهوا حكماً من قوم الزوج ، وحكماً من قوم الزوجة لينظرا فيما بينهما ، والحكم القيّم بما يسند إليه ، واختلف في المخاطب بانفاذ الحكمين من هو فقيل هو السلطان الذي يترافع الزوجان إليه عن سعيد بن جبير ، والضحاك ، وأكثر الفقهاء ، وهو الظاهر في الأخبار عن الصادقين . وقيل : إنه الزوجان ، وأهل الزوجين عن السدي واختلفوا في أن الحكمين هل لهما أن يُفرّقا بالطلاق إن رأياه أم لا ، فالذي رواه أصحابنا عنهم أنه ليس لهما ذلك إلا بعد أن يستأمراهما ويرضيا بذلك وقيل : إن لهما ذلك عن سعيد بن جبير ، والشعبي ، والسدي ، وإبراهيم ورواه عن علي ع . ومن ذهب إلى هذا القول قال : إن الحكمين وكيلان { إن يريدا إصلاحاً } يعني الحكمين { يوفق الله بينهما } حتى يحكما بما فيه الصلاح والضمير في { بينهما } عائد إلى الحكمين عن ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي . وقيل : إن يرد الحكمان إصلاحاً بين الزوجين يوفق الله بين الزوجين أي مؤلّف بينهما ، ويرفع ما بينهما من العداوة والشقاق { إن الله كان عليماً } بما يريد الحكمان من الإصلاح والإفساد { خبيراً } بما فيه مصالحكم ومنافعكم .