Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 86-86)

Tafsir: Maǧmaʿ al-bayān fī tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اللغة : التحية السلام يقال حيّي يحيّي تحية إذا سلّم قال الشاعر : @ إِنَّا مُحَيُّوك يا سُلْمى فَحَيِّينـا وَإِنْ سَقَيْتِ كِرامَ النَّاسِ فَاسْقِينا @@ والتحية البقاء قال : @ مِنْ كُلّ ما نالَ الفَتى قَدْ نِلْتُــهُ إِلاَّ التَّحِيَّةْ @@ يعني الملِك وإنما سمي بذلك لأن المَلِك يحيَّى بالسلام والثناء الحسن ، والحسيب الحفيظ لكل شيء حتى لا يشذ منه شيء ، والحسيب الفعيل من الحساب الذي هو الإحصاء . يقال : حاسب فلان فلاناً على كذا وهو حسيبه إذا كان صاحب حسابه . ومن قال : الحسيب الكافي فهو من قولـهم أحسبني فلان الشيء إحساباً إذا كفاني وحسبي كذا أي كفاني وقال الزجاج : معنى الحسيب أنه يعطي كل شيء من العلم والحفظ والجزاء مقدار ما يحسبه أي يكفيه ومنه قولـه : { عطاء حساباً } أي كافياً . المعنى : { وإذا حيّيتم بتحية فحيّوا بأحسن منها } أمر الله المسلمين بردّ السلام على المسلم بأحسن مما سلم إن كان مؤمناً وإلا فليقل وعليكم ولا يزيد على ذلك فقولـه : { بأحسن منها } للمسلمين خاصة وقولـه { أو ردّوها } لأهل الكتاب عن ابن عباس فإذا قال المسلم : السلام عليكم . فقل : وعليكم السلام ورحمة الله . وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله فقل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . فقد حييته بأحسن منها وهذا منتهى السلام . وقيل : إن قولـه : { أو ردّوها } للمسلمين خاصة أيضاً عن السدي وعطاء وإبراهيم وابن جريج قالوا : إذا سلَّم عليك المسلم فردّ عليه بأحسن مما سلم عليك أو بمثل ما قال . وهذا أقوى لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم " وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهم السلام أن المراد بالتحية في الآية السلام وغيره من البرّ " وذكر الحسن أن رجلاً دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وعليك السلام ورحمة الله : فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله ، فقال النبي : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته " فقيل : يا رسول الله زدت للأول والثاني في التحية ولم تزد في الثالث فقال : " إنه لم يبق لي من التحية شيئاً فرددت عليه مثله " . وروى الواحدي بإسناده عن أبي أمامة عن مالك بن التيهان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال السلام عليكم كتب له عشر حسنات ومن قال السلام عليكم ورحمة الله كتب له عشرون حسنة ومن قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب له ثلاثون حسنة " { إن الله كان على كل شيء حسيباً } أي حفيظاً عن مجاهد وقيل : كافياً . وقيل : مجازياً عن ابن عباس وفي هذه الآية دلالة على وجوب رد السلام لأنَّ ظاهر الأمر يقتضي الوجوب . وقال الحسن وجماعة من المفسرين : إن السلام تطوّع والرَدّ فرض ثم الردّ ربما كان من فروض الكفاية ، وقد يتعين بأن يخصَّه بالسلام ولا أحد عنده فيتعيّن عليه الردّ . النظم : وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أن المراد بالسلام المسالمة التي هي ضد الحرب فلما أمر سبحانه بقتال المشركين عقَّبه بأن قال : من مال إلى السلم وأعطى ذاك من نفسه وحيى المؤمنين بتحية فأقبلوا منه .