Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 17-17)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } [ الآية : 17 ] . سمعت أبا عثمان المغربى يقول : سمعت ابن الكاتب يقول : جاء رجل إلى الجنيد رحمة الله عليه فقال : أسألك عن شىء فى ضميرى ، فقال : سل . فقال : قد سألت ، فقال الجنيد : قد سألت عن كذَا وكَذَا والجواب فيه كَذَا وكَذَا . فقال الرجل : لا . قال : بَلى ولكنك قلبت السؤال إلى كذا وكذا ، والجواب فيه كذا وكذا . قال الشيخ أبو عثمان : وهذا تفسير قوله : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } ومن كان على البينة لا يخفى عليه سر . وقال رويم : البينة هى الإشراف على القلوب والحكم على الغيوب . وقال سهل فى قوله : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } قال : هى التقى والبر . { وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ } . قال : هو حالة للعبد وقت ذكر الله . وقال الجنيد رحمة الله عليه : البينة حقيقة يؤيدها ظاهر العلم . وقال النورى أبو الحسين : البينات هى التى لا تكشف أواخرها عن عثرة ولا غلط . قال أبو بكر بن طاهر فى قوله : { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } قال : من كان من ربه على بينة كانت جوارحه وقفًا على الطاعات والموافقات ولسانه ملزوم بالذكر ونشر الآلاء والنعماء ، وقلبه منور بأنوار التوفيق وضياء التحقيق ، وسره وروحه مشاهد للحق فى جميع الأوقات عالم بما يبدو من مكنون الغيوب ومستورها ، ورؤيته للأشياء رؤية يقين لا شك فيه ، وحكمه على الخلق لحكم الحق . لا ينطق إلا بحق ولا يرى إلا الحق لأنه مستغرق فى الحق فأنى له مرجع إلا إلى الحق ولا إخبار إلا عنه .