Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 34-34)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ } [ الآية : 34 ] . قال يحيى بن معاذ : إن الله تعالى أعطاك أكثر ما فى خزائنه وأَجلِّه وأعظمه من غير سؤال وهو التوحيد فكيف يمنعك ما هو دونها من الثواب ، ودفع العقاب بسؤال فاجتهد أيها العبد أن لا يكون سؤالك إلا منه ولا رغبتك إلا فيه ، ولا رجوعك إلا إليه فإن الأشياء كلها له ، فمن أشغله بغيره عنه فقد قطع عليه طريق الحقيقة ومن شغله به ، وجعل الأشياء طوع يديه فينقلب له الأعيان ويقرب له البعيد ويمشى حيث أحبّ ، وهذا من مقامات العارفين . قوله عز وجل : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ الآية : 34 ] . تعُد نعمة من المنعم ، فتعجز عن الإحصاء فكيف إذا تتابعت ، قيل - أجل النعم استواء الخلقة وإلهام المعرفة والذكر من سائر الحيوان ، ولا يطيق القيام بشكرها أحد ، وقيل : إن الإنسان لظلوم : لنفسه حيث ظن أن شكره يقابل نعمَه ، كفَّار : محجوب عن رؤية الفضل عليه فى البدء والعاقبة . قال سهل : إن تعدوا نعمة الله : عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم لن تحصوها بل جعل السَّفير فيما بينكم وبين السفير الأعلى والواسطة الأدنى . قال ابن عطاء : أجل النعم رؤية معرفة النعم ، ورؤية التقصير فى القيام بشكر المنعم . قال ابن عطاء : النعمة أزلية كذلك يجب أن يكون شكرها أزلىّ واعلم أن لك نفسًا وروحًا وقلبًا ، فنعمة النفس الطاعات ، ونعمة الروح الخوف ، ونعمة القلب اليقين والحكمة ، ونعمة الروح المحبة والذكر ، ونعمة المعرفة الألفة بالنفس فى أبحر الطاعات تتنعم والقلب فى أبحر اليقين يتقلب ، والروح فى أبحر القربة ، وانتظار العيان تتنعم .