Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 35-35)

Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ آمِناً } [ الآية : 35 ] . قال ابن عطاء : أراد بهذا أن يجعل قلبه آمنًا من الفراق والحجاب . قوله عز وجل : { وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [ الآية : 35 ] . قال السَّيَّارِى : أن تعبد الأهواء . قال الدينورى : الأصنام مختلفة فمنهم من صنمه نفسه ، ومنهم من صنمه ولده ، ومنهم من صنمه ماله ومنهم من صنمه تجارته ، ومنهم من صنمه زوجته ، ومنهم من صنمه حاله ، فالأصنام مختلفة وكل واحد من الخلق مربوط بصنم من هذه الأصنام ، والتبرئ أى من هذه الأصنام ، هو أن لا يرى الإنسان لنفسه حالاً ولا محالاً ، ولا يعتمد شيئًا من أفعاله ولا يسكن من حاله إلى شىء راجعًا على نفسه باللّوم فى جميع ما يبدو من الخير والشر ، غير راض به . قال جعفر : لا تردنى إلى مشاهدة الخلة ولا تردّ أولادى إلى مشاهدة البنوة . قال ابن عطاء : إن الله تعالى أمر إبراهيم ببناء الكعبة فلما بنى الكعبة قال : ربنا تقبل منَّا : فأوحى الله تعالى إليه : يا إبراهيم أنا أمرتك ببناء البيت وخصصتك من بين الأنبياء بذلك ومننت عليك بذلك ووفقتك لما وفقتك ألا تستحى أن تمنّ علىّ ، ويقول : ربنا تقبل منى نسيت منّتى وذكرت رؤية فعلك ، قال : واجنبنى وبنىّ أن تعبد الأصنام أى نفسى شر صنم إذا تابعت هواها . واشتغلت بحظها فاشغلها بك ، واقطعها عما سواك . قال ابن عطاء : أن تعبد أصنام الخُلّة والركون إليها وهو خطرات الغفلة ولحظات الخُلة . وقال أيضًا : أن تعبد الأنفس لأن لكل نفس صنمًا من الهوى إلا من طَهُر بالتوفيق . قال الجنيد : واجنبنى وبنىّ ، أى امنعنى وبنىّ أن نتقرب إليك بشىء سواك .