Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 1-1)
Tafsir: Ḥaqāʾiq at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } [ الآية : 1 ] . قال سرى : أى خواص الخواص من عبادى . قال ذو النون : علاقة المؤمن خلع الراحة وإعطاء المجهود فى الطاعة ومحبة سقوط المنزلة . وقال ابن عطاء فى قوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } : أى يا أيها الذين أعطيتهم قلوبًا لا تغفل عنى ولا تحجب دونى طرفة عين . قال الواسطى رحمة الله عليه : الإيمان إيمانان إيمان بضياء الروح وهو الحقيقي ، وإيمان محبة بظلمة الروح ، لذلك استثنى من استثنى فى إيمانه . وقال بعضهم : صفة المؤمن كالأرض تحمل الأذى وتنبت المرعى . وقال محمد بن خفيف : الإيمان تصديق القلوب بما عَلَّمه الحق من الغيوب . وقال جعفر بن محمد فى قوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قال فيه أربع خصال : نداء وكناية ، وإشارة وشهادة ، فيا نداء وأى خصوص نداء وها كناية والذين إشارة وآمنوا شهادة . قال ابن عطاء فى قوله : { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } : هم الذين خصصتهم ببرى ومشاهدتى لا يكونون كمن أعميتهم عن مشاهدتى ومطالعة برى . وقال فارس : الإيمان تعظيم الحقيقة ، وصون الشريعة والرضا بالقضية ، حتى تستيقن أنه ليس إليك من حركاتك وسكونك شىء . قوله تعالى : { أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ } . قيل : أول عقدٍ عُقِد عليك إجابتك له بالربوبية ، فلا تخالفه بالرجوع إلى سواه . والعقد الثانى : عقد بحمل الأمانة فلا تحقرنها . قال الواسطى رحمة الله عليه : العقود إذا لم تشهد القصور تلوَّن عليها المقصود . وقال إبراهيم الخواص : من عرف الحق بوفاء العهد ألزمته تلك المعرفة السكون إليه والاعتماد عليه . وقال أبو محمد الجريرى : الوفاء متصل بالصفاء . قوله تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } . قال جعفر : حكم بما أراد وأمضى ، وإرادته ومشيئته نافذة ، فمن رضى بحكمه استراح وهُدى لسبيل رشده ، ومن سخطه فإن حكمه ماضٍ وله فيه السخط والهوان .