Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 105, Ayat: 1-1)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أَلَمْ يَنْتِه إليكَ فيما أنزل عليك عِلْمُ ما فَعلَ ربُّكَ بأصحاب الفيل ؟ . وفي قصة أصحاب الفيل دلالة على تخصيص اللَّهِ البيتَ العتيقَ بالحِفْظِ والكِلاءة . وذلك أنَّ أَبرهة - مَلِكَ اليمن - كان نصرانياً ، وبنى بيعةً لهم بصنعاء ، وأراد هَدْمَ الكعبة ليصرفَ الحجَّ إلى بيعتهم . وقيل : نزل جماعةٌ من العرب ببلاد النجاشي ، وأوقدوا ناراً لحاجةٍ لهم ، ثم تغافلوا عنها ولم يُطْفِئوها ، فهبَّت الريحُ وحَمَلَتْ النارَ إلى الكنيسة وأحرقتها ، فَقَصَد أبرهةُ الكعبةَ لِيَهْدِمها بجيشه . فلمّا قَرُبَ من مكة أصاب مائتي جَمَلٍ لعبد المطلب ، فلمَّا أُخْبِرَ بذلك ركب إليهم ، فَعَرفَةُ رجلان ، فقالا له : ارجعْ … فإنْ المَلِكَ غضبان . فقال : واللاتِ والعُزَّى لا أَرْجِعُ إلاَّ بإبلي . فقيل : لأبرهة : هذا سَيِّدُ قريش ببابِك ؛ فأَذِنَ له ، وسأله عن حاجته ؛ فأجاب أبرهة : إنها لك غداً ، إذا تقدَّمْتُ إلى البيت . فعاد عبد المطلب إلى قريش ، وأخبرهم بما حدث ، ثم قام وأخذ بحلْقِه باب الكعبة ، وهو يقول : @ لا هُـمَّ إِنَّ العَبْـدَ يـمـ ـنعُ رَحْلَـه فامنـعُ حَلاَلِكَ لا يَغْلِبَـنَّ صـلـيبُـهـمْ ومِحَالُهـم عَـدْواً مِحالَـكْ إِنْ يدخلـوا البلـدَ الحـرا مَ فـأمـرٌ مـا بـدالـك @@ فأرسل اللَّهُ عليهم طيراً أخضرَ من جهة البحر طِوالَ الأعناق ، في مناقر كل طائرٍ حَجَرٌ وفي مخلبه حجران . قيل : الحجَرةُ منها فوق العدس دون الحمص . وقيل : فوق الحمص دون الفستق ، مكتوب على كل واحدة اسم صاحبها . وقيل : مُخَطَّطةٌ بالسَّواد . فأُمْطِرَتْ عليهم ، وماتوا كُلُّهم . وقيل : كان الفيلُ ثمانيةً ؛ وقيل : كان فيلاً واحداً . وقيل : رواية : إنه كان قبل مولده صلى الله عليه وسلم بأَربعين سنة . وقيل : بثلاثة وعشرين سنة . وفي رواية " وُلِدْتُ عامَ الفيل " .