Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 91-92)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { قَالُواْ تَٱللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ } اعترفوا بالفضل ليوسف - عليه السلام - حيث قالوا : لقد آثرك الله علينا ، وأكَّدوا إقرارَهم بالقَسَم بقوله : { تَٱللَّهِ } وذلك بعد ما جحدوا فَضْلَه بقولهم : { لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ، وهكذا من جحد فلأنه ما شهد ، ومن شهد فما جحد . ويقال لمَّا اعترفوا بفضله وأقرُّوا بما اتصفوا به من جُرْمِهم بقولهم : { وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ } وجدوا التجاوزَ عنهم حين قال يوسف : { قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } . أسرع يوسفُ في التجاوز عنهم ، وَوَعَد يعقوبُ لهم بالاستغفار بقوله : { سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيۤ } لأنه كان أشدَّ حباً لهم فعاتبهم ، وأما يوسف فلم يرهم أهلاً للعتاب فتجاوز عنهم على الوهلة ، وفي معناه أنشدوا : @ تركُ العتابِ إذا استحق أخ مِنك العتابَ ذريعةُ الهَجْرِ @@ ويقال أصابهم - في الحال - مِنَ الخجلة مقام كلِّ عقوبة ، ولهذا قيل : كفى للمقصِّر الحياءُ يوم اللقاء .