Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 37-37)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر عن صدق توكله وصدق تفويضه بقوله : { إِنَّيۤ أَسْكَنتُ } وإنما رأى الرِّفقَ بهم في الجوارِ لا في المَبَارِّ قال : { عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ } ثم قال : { لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } : أي أسكنتُهم لإقامة حقِّكَ لِطَلَبِ حظوظهم . ويقال اكتفى أن يكونوا في ظلال عنايته عن أن يكونوا في ظلال نعمته . ثم قال : { فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىۤ إِلَيْهِمْ } أي ليشتغلوا بعبادتك ، وأقم قومي - ما بقوا - بكفايتك ، { وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ } : فإنَّ مَنْ قام بحقِّ الله أقام اللَّهُ بحقّه قَوْمَه ، واستجاب اللَّهُ دعاءَه فيهم ، وصارت القلوبُ من كل بَر وبحرٍ كالمجبولة على محبة تلك النسبة ، وأولئك المتصلين ، وسكان ذلك البيت . ويقال قوله : { بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ } [ إبراهيم : 37 ] : أي أسكنتهُم بهذا الوادي حتى لا تتعلق بالأغيار قلوبُهم ، ولا تشتغل بشَيءٍ أفكارهم وأسرارُهم ، فهم مطروحون ببَابِكَ ، مصونون بحضرتك ، مرتبطون بحُكْمِك ؛ إنْ رَاعيتَهُم كَفَيْتَهُم وكانوا أَعَزَّ خَلْقِ الله ، وإنْ أقصيتَهم ونفيتهم كانوا أضعفَ وأذلَّ خَلْقِ الله .