Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 68-69)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أوحى إلى النحل : أراد به وحي إلهام … ولما حَفِظَ الأمر وأكل حلالاً ، طَابَ مأكلُه وجعل ما يخرج منه شفاءً للناس . ثم إن الله - سبحانه - عَرَّفَ الخَلْقَ أَنَّ التفصيل ليس من جهة القياس والاستحقاق ؛ إذ أن النحلَ ليس له خصوصية في القامة أو الصورة أو الزينة ، ومع ذلك جعل منه العَسَلَ الذي هو شفاء للناس . والإنسان مع كمال صورته ، وتمام عقله وفطنته ، وما اختص به الأنبياء عليهم السلام والأولياء من الخصائص جعل فيهم من الوحشة ما لا يخفى … فأيُّ فضيلةٍ للنحل ؟ وأيُّ ذنبٍ لإنسان ؟ ليس ذلك إلا اختياره - سبحانه . ويقال إن الله - سبحانه - أجرى سُنَّتَه أَنْ يُخْفِيَ كلَّ شيء عزيز في شيءٍ حقير ؛ فجعل الإبْرَيَسْمَ في الدود وهو أضعف الحيوانات وجعل العسل في النحل وهو أضعف الطيور ، وجعل الدُّرَّ في الصدف وهو أوحش حيوان من حيوانات البحر ، وكذلك أودع الذهب والفضة والفيروزج في الحجر … كذلك أودع المعرفة به والمحبة له في قلوب المؤمنين وفيهم من يعصي وفيهم من يخطئ .