Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 11-12)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
علم موسى أنه كلام الحق - سبحانه - لَمَّا سَمِعَ فيه الترتيبَ والتنظيمَ والتركيب ، فَعَلِمَ أنه خطاب الحق . ويقال إنما عرف موسى - عليه السلام - أنه كلامُ الله بتعريفٍ خصَّه الحق - سبحانه - به من حيث الإلهام دون نوعٍ من الاستدلال . قوله : { فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ … } فإِن بِسَاطَ حضرةِ الملوكِ لا يُوطَأُ بِنَعْلٍ . ويقال ألقِ عصاك يا موسى , واخلع نعليك ، وأَقِمْ عندنا هذه الليلةَ ولا تَبْرَحْ . ويقال الإشارة في الأمر بخلع النعلين تفريغ القلب من حديث الدارَيْن ، والتجرد للحقِّ بنعت الانفراد . ويقال : ( اخلع نعليك ) : تَبَرَّأْ عن نَوْعَيْ أفعالك ، وامْحُ عن الشهود جنْسَيْ أحوالِك من قربٍ وبُعْدٍ ، ووَصْلٍ وفَصْلٍ ، وارتياح واجتياح ، وفناء وبقاء … وكُنْ بوصفنا ؛ فإٍنما أنت بحقنا . أَثْبَتَه في أحواله حتى كان كالمجرد عن جملته ، المُصْطَلَم عن شواهده . قوله : { إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } : أي إنك بالوادي المقدس عن الأعلال ؛ وساحاتُ الصمدية تَجِلُّ عن كل شيْن ، وإيمانٍ وزَيْن ؛ عن زَيْنٍ بإحسان وشَيْنٍ بعصيان ؛ لأنَّ للربوبية سَطَعَاتِ عِزِّ تقهر كل شيء .