Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 133-134)
Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله جلّ ذكره : { وَقَالُواْ لَوْلاَ يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي ٱلصُّحُفِ ٱلأُولَىٰ } . عَمِيَتْ بصائرهم وادَّعوا أنه لا برهانَ معه ، ولم يكن القصورُ في الأدلة بل كان الخَلَلُ في بصائرهم ، ولو جمع اللَّهُ لهم كلَّ آيةٍ اقْتُرِحَتْ على رسولٍ ثم لم يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يؤمِنوا لَمَا ازدادوا إلا طغياناً وكفراً وخسراناً … وتلك سُنَّةُ أسلافهم في تكذيب أنبيائهم ، ولذا قال : قوله جلّ ذكره : { وَلَوْ أَنَّآ أَهْلَكْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ } . إنْ أرسلنا إليهم الرسلَ قابلوهم بفنونٍ من الجحد ، ووجوهٍ من العلل ؛ مرةً يقولون فما بالُ هذا الرسول بَشَر ؟ هلاَّ أرسله مَلَكاً ؟ ولو أرسلنا مَلَكاً لقالوا هلاَّ أرسل إلينا مثلنا بَشَراً ؟ ولو أظهر عليهم آيةً لقالوا : هذا سِحْرٌ مُفْتَرَى ! ولو أخليناهم من رسولٍ وعاملناهم بما استوجبوه من نكير لقالوا : هلاَّ بَعَثَ إلينا رسولاً حتى كنا نُؤْمِن ؟ فليست تنقطع أعلالُهم ، ولا تنفك - عما لا يُرْضَى - أحوالُهم . وكذلك سبيلُ مَنْ لا يجنح إلى الوصال ولا يرغَب في الوداد ، وفي معناه أنشدوا :