Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 152-152)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله جلّ ذكره : { وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي ٱلأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِّن بَعْدِ مَآ أَرَاكُمْ مَّا تُحِبُّونَ } . ( إنه سبحانه يجازيك على استنصارك به ، ويقال كل من استنصرت به احتجت إلى أن تعطيه شيئاً من كرائمك ثم قد ينصرك وقد لا ينصرك ، فإذا استنصرته - سبحانه - يعطيك كل لطيفة ، ولا يرضى بألا ينصرك ) . الإشارة من هذه الآية إلى أن الحق سبحانه أقام أولياءه بحق حقه ، وأقعدهم عن تحصيل حظوظهم ، وقام سبحانه بكفايتهم بكل وجه ، فمن لازم طريق الاستقامة ، ولم يزغ عن حدِّه ولم يُزغْ في عهده ، فإنه سبحانه يصدق وعده له بجميل الكفاية ودوامها ، ومن ضلّ عن الاستقامة - ولو خطوة - عثر في مشيته ، واضطربت عليه - بمقدار جُرْمه - حاله وكفايته ، فمن زَادَ زِيدَ له ، ومن نَقَصَ نُقِصَ له . قوله جلّ ذكره : { مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } . قيمة كل أحدٍ إرادته ؛ فَمَنْ كانت همتُه الدنيا فقيمتُه خسيسةٌ حقيرة كالدنيا ، ومن كانت همتُه الآخرة فشريفٌ خطره ، ومن كانت همتُه ربانية فهو سيد وقته . ويقال مَنْ صفا عن إرادته وصل إليه ، ومن وصل إليه أقبل - بلطفه - عليه ، وأزلفه بمحل الخصوصية لديه . قوله : { ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ } : الإشارة منه أنه صرف قوماً عنه فشغلهم بغيره عنه ، وآخرون صرفهم عن كل غير فأفردهم له ؛ فالزاهدون صرفهم عن الدنيا ، والعابدون صرفهم عن اتباع الهوى ، والمريدون صرفهم عن المنى ، والموحِّدون صرفهم عما هو غيرٌ وسوى .