Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 48, Ayat: 27-27)

Tafsir: Laṭāʾif al-išārāt bi-tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أي صدقه في رؤياه ولم يكذبه ؛ صدقه فيما أراه من دخول مكة { آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ } كذلك أراه لما خرج إلى الحديبية وأَخبر أصحابه . فوطَّن أصحابه نفوسهم على دخول مكة في تلك السنة . فلمَّا كان من أمر الحديبية عاد إلى قلوب بعض المسلمين شيء ، حتى قيل لهم لم يكن في الرؤيا دخولهم في هذا العام ، ثم أَذن الله في العام القابل ، فأنزل الله : { لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ } فكان ذلك تحقيقاً لما أراه ، فرؤياه صلوات الله حق ؛ لأن رؤيا الأنبياء حق . وكان في ذلك نوعُ امتحانٍ لهم : { فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ } أنتم من الحكمة في التأخير . وقوله : { إِن شَآءَ ٱللَّهُ } معناه إذا شاء الله كقوله : { إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } . وقيل قالها على جهة تنبيههم إلى التأدُّب بتقديم المشيئة في خطابهم . وقيل يرجع تقديم المشيئة إلى : إن شاء الله آمنين أو غير آمنين . وقيل : يرجع تقديم المشيئة إلى دخول كلِّهم أو دخول بعضهم ؛ فإنْ الدخول كان بعد سنة ، ومات منهم قومٌ .